الإنسان إلّا أنّ وجوههم كوجوه (١) الدواب يغوصون في البحر ، فيخرجون ما يقدرون عليه من الدّواب البحرية فيأكلونها ، في المراصد (٢) : قلهات مدينة بعمان على ساحل البحر ، عامرة آهلة وأهلها كلهم خوارج إباضيّة يتظاهرون بذلك.
قمّ (٣) : من اللباب (٤) : بضمّ القاف وتشديد الميم ، مدينة من الرابع من بلاد الجبل وعليها سور ، وهي حصينة وماؤها من الآبار وبها البساتين على سواقي ، وبها أشجار الفستق والبندق وأهلها شيعة ، ومن الرّيّ إلى قمّ أحد وعشرون فرسخا ، ومن قمّ إلى قاشان ستة عشر فرسخا ، ومن قاشان إلى أصبهان ستة وأربعون فرسخا ، من اللباب : بنيت قمّ في سنة ثلاث وثمانين للهجرة ، بناها عبد الله بن سعدان (٥) والأحوص وإسحق ونعيم وعبد الرحمن بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعري وكانوا من أصحاب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ، فلمّا انهزم عبد الرحمن من الحجّاج بن يوسف الثقفيّ أقام المذكورون بهذا الموضع وكان فيه سبع قرى بعضها قريب من بعض ، فاجتمع إليهم جمع كثير من [١٨٠ أ] أهلهم فقتلوا رؤساء تلك القرى واستولوا عليها وبنوا البنيان ، وصارت تلك القرى سبع محالّ من المدينة ، وكان اسم إحدى القرى كميدان (٦) فأسقطوا بعض الحروف
__________________
(١) في الأصل : «وجوهها كوجوب».
(٢) صفي الدين البغدادي ٣ : ١١١٩. ونص المراصد ساقط من (س) و (ر).
(٣) تقويم البلدان ٤٢٠. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٤١ ، ٥٩ ، البلدان لليعقوبي ٢٧٣ ـ ، الأعلاق النفيسة ١٦٦ ، صورة الأرض ٣٦١ ، ٣٧٠ ، نزهة المشتاق ٢ : ٦٧٦ ، معجم البلدان ٤ : ٣٩٧ ، آثار البلاد للقزويني ٤٤٢ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١١٢٢ ، الروض المعطار ٤٧٢.
(٤) ابن الأثير ٣ : ٥٥.
(٥) في الأصل و (ب): «عبد الله بن سعيدان» وفي اللباب : «عبد الله ويعرف بسعدان».
(٦) في الأصل : «نكيدان» وفي (س) و (ر): «مكيدان» وما أثبتناه من (ب) واللباب.