القيروان (١) : بفتح القاف وسكون المثنّاة من تحت وفتح الرّاء المهملة وواو وألف وفي آخرها نون ، مدينة من الثّالث من إفريقية ، وهي محدثة بنيت في صدر الإسلام ، [في زمن معاوية في سنة خمس وخمسين. وكان من حدثها أنّ معاوية ولى عقبة بن نافع إفريقية ، وكان عقبة المذكور صحابيا من الصالحين ، فوضع السيف في أهل إفريقية لأنهم كانوا يرتدون إذا فارقهم العسكر ، وكان مقام الولاية بزويلة وبرقة ، فرأى عقبة أن يتخذ مدينة بتلك البلاد تكون مقرا للعسكر ، واختار موضع القيروان ، وكان دخلة مشتبكة فقطع أشجارها وبنى مدينة القيروان ، كذا ذكره صاحب حماة في المختصر (٢). وقال ابن خلكان (٣) : القيروان لغة القافلة ، وهي فارسي معرب. يقال : إنّ قافلة نزلت بذلك المكان ثم بنيت المدينة موضعها فسميت باسمها وهو اسم جنس للجيش أيضا. وقال ابن القطاع : القيروان بفتح الرّاء الجيش وبضمها القافلة ، نقله عن بعضهم. انتهى](٤) وشرب أهلها من الآبار وليس بها ماء جار. في العزيزيّ : وكان عليها سور عظيم فهدمه زيادة الله بن الأغلب لمّا ثار على عمّار بن مجالد ، وشرب أهل القيروان من ماء المطر يجتمع لهم من الشتاء في برك عظام تسمّى المواحل ، ولهم واد في قبلة المدينة يأتي منه ماء ملح يستعمله [١٨٢ ب] الناس فيما يحتاجونه ، في الأطوال : طولها لا عرضها لا. ابن سعيد (٥) : طولها لج عرضها لا.
__________________
(١) تقويم البلدان ١٤٤. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٨٧ ، البلدان لليعقوبي ٣٤٧ ـ ، صورة الأرض ٩٦ ـ ، أحسن التقاسيم ٢٢٤ ، المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ٢ : ٦٧٥ ، معجم ما استعجم ٢ : ١١٠٥ ، نزهة المشتاق ١ : ٢٨٤ ، معجم البلدان ٤ : ٤٢٠ ، آثار البلاد للقزويني ٢٤٢ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١١٣٩ ، الروض المعطار ٤٨٦ ، أخبار الدول للقرماني ٣ : ٤٣٤.
(٢) أبو الفداء ١ : ١٨٦ ـ.
(٣) وفيات الأعيان ١ : ٥٥.
(٤) ساقط من الأصل و (ب).
(٥) كتاب الجغرافيا ١٤٤.