اخرها واو ، ومرو الشّاهجان معناه روح الملك والنسبة إليها مروزيّ ، وهي مدينة من الرّابع من خراسان ، وهي قديمة يقال إنّها من بناء طهمورث ، وهي في أرض مستوية بعيدة عن الجبال ، وأرضها سبخة كثيرة الرّمل ، ويجري على باب المدينة نهر يعرف بالرزيق (١) يساق منه الماء إلى [١٩٨ أ] حياض المدينة ، وشرب أهلها منه ولها ثلاثة أنهار أخر ، وبها الفواكه الصّحيحة حتّى أنّ نضجها يقدّد ويحمل إلى البلاد ولها الزّبيب المفضّل ، وللمدينة من النظافة وحسن التّرتيب وتقسيم الأبنية على الأنهار وتمييز كلّ سوق عن غيره ما ليس لغيرها من البلاد ، وبينها وبين مرو الروذ أربعة أيّام ، وبين مرو الشّاهجان وبين كلّ واحدة من نيسابور وهراة وبلخ وبخارا مسيرة اثني عشر يوما ، وبمرو الشّاهجان كان مقام المأمون لمّا كان بخراسان ، وبمرو الشّاهجان قتل يزدجرد آخر ملوك فارس (٢) ، ومنها ظهرت دولة بني العبّاس ، وفي دار شخص منها يعرف بأبي النّجم المغيطي صبغ أوّل سواد لبسه المسوّدة ، وفيها جاءت إلى المأمون (٣) الخلافة ، وخرج منها عامّة كتّاب الخلافة ، وخرج منها جماعة من العلماء والأئمة ، وكذلك كانت في أيّام العجم فإنّ برزويه الحكيم أو الطّبيب كان فيها ، ويرتفع منها الإبريسم الكثير والقطن ، ولها نهر عظيم أوّله من وراء الباميان ، ويتشعّب منه أنهار تأتي إلى مدينة مرو ويعرف بنهر مرغاب حسبما ذكرنا أوّلا ، في الأطوال : طولها فز عرضها لز م ، في الرسم : طولها فد ك عرضها لح به ، في القانون (٤) : طولها فو ل عرضها لز م.
__________________
(١) الأصل و (ب): «بالزريق» وما أثبتناه من (س) و (ر) والتقويم.
(٢) في (س) و (ر): «الفرس».
(٣) في (س): «جاءت لميمون».
(٤) أبو الريحان البيروني ٢ : ٦٣.