بطائح (١) العراق : من رسم المعمور : فمنها بطائح البصرة ووسطها حيث الطّول ثلاث وسبعون والعرض اثنتان وثلاثون ، ومنها بطائح واسط ، حدثت عند اشتغال الفرس بقتال المسلمين في أوّل الإسلام بين واسط والبصرة وقاعدة البطائح الجامدة ، وهذه البطائح تصير من الأنهار الخارجة من دجلة تحت واسط. وللكوفة (٢) بطائح تصير من (٣) فضلات ماء الفرات. وأمّا بطائح واسط فهي من مياه دجلة ؛ فالبطيحة العظمى تدخلها دجلة في زقاق قصب ثم تخرج منها في زقاق قصب ثان إلى بطيحة ثانية ، وكذلك تخرج من الثانية [في زقاق](٤) قصب إلى بطيحة ثالثة ، وكذلك حتّى تصير أربع بحيرات يفصل بينهما القصب ، وتسمّى البطيحة والبحيرة عندهم الهور (٥) ، ثم عند انتهاء البطائح المذكورة يخرج نهر دجلة ، وتسمّى بعد خروجها من البطائح دجلة العوراء ، ثم بعد ذلك يتفرّع منها أنهار البصرة ما سنذكره عند دجلة.
بحيرات فارس : فمنها بحيرة دشت أرزن (٦) ، وهي في الكورة المعروفة بكورة سابور (٧) ، وامتداد هذه البحيرة طولا نحو عشرة فراسخ وماؤها عذب ، وربما جفّت حتّى لم يبق منها إلا القليل ، وعامّة سمك شيراز منها ، ومنها بحيرة جمكان ، ماؤها ملح ، وامتدادها طولا نحو اثنى عشر فرسخا ، وأوّلها من شيراز على فرسخين ، وآخرها قريب من حدود خوزستان. وهي في كورة أصطخر ، وجميع ذلك نقلناه من كتاب ابن حوقل ولذلك لم نذكر لهذه البحيرات أطوالا
__________________
(١) في الأصل : «بحيرة».
(٢) في الأصل و (س): «الكوفة».
(٣) من هنا إلى آخر الورقة [٢٠ ب] من الأصل ساقط من (س).
(٤) ساقطة من الأصل.
(٥) في الأصل : «اللهور».
(٦) في (ر): «أرزرن».
(٧) في الأصل : «شابور» وهي منسوبة إلى سابور أحد ملوك الفرس الساسانية وسميت باسمه.