ملتقاهما يقال له المينا (١) ويسمّى نهر معقل باسم الذي حفره لأن الأحنف أشار على عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أن يحفره [لأهل البصرة ، فأمر معقل بن يسار المزني بحفره](٢) فحفره ونسب إليه.
والخامس نهر الأبلّة ومخرجه من تحت نهر معقل بأربعة فراسخ ، والأبلّة بليدة عند فوهته وذلك بعد أن يتجاوز دجلة سمت البصرة ويسير إلى جهة البصرة ، ويتفرّع منه أنهار تسقي ما على جانبيه من البساتين التي هي أحد المتنزّهات بالدنيا ، ويجري مغرّبا ثم يعطف إلى الشّمال كالقوس حتّى يلتقي مع نهر معقل عند البصرة ، فإذا مدّ البحر جرى نهر الأبلّة في (نهر معقل (٣) ورجع الماء القهقرى حتّى [٢٦ ب] ينتهي المدّ. وتأتي السفن من بحر الهند وتصعد من) (٤) عبّادان في دجلة إلى الأبلّة وتصعد من نهر الأبلّة إلى البصرة ثم تسير في نهر معقل إلى دجلة ، وإذا جزر البحر رجع (٥) الماء وجرى نهر معقل في نهر الأبلّة وهما على ذلك دائما ، وهما مثل نصف دائرة ودجلة بمنزلة الوتر أو القطر. وما يحيط به هذه الأنهر يسمّى الجزيرة العظمى وجميعها بساتين وزروع (٦).
والسادس نهر اليهوديّ وهو تحت نهر الأبلّة بأربعة فراسخ ، وقد خرب بعضه وبقي البعض.
والسابع نهر أبي الخصيب وهو تحت نهر اليهودي بفرسخ ، وبعضه أيضا عامر والبعض خراب.
__________________
(١) في التقويم (٥٦): «المنيا» وفي النسخة الأخرى : «المينا» وجاءت في (س) و (ر) : «الميا».
(٢) ساقط من الأصل.
(٣) في (ر): «المقطة».
(٤) ما بين القوسين ساقط من (س).
(٥) في (س) و (ر): «جمع».
(٦) في (س) و (ر): «ومزارع».