نهر طنا : بضمّ الطاء المهملة وفتح النّون وألف ، وهو نهر عظيم يكون أكبر من دجلة والفرات إذا اجتمعا بكثير (١) ، ويجري من أقصى الشّمال إلى جهة الجنوب ، ويمرّ في شرقي جبل يسمّى قشقا طاغ ومعناه الجبل الصعب لصعوبة مرتقاه (٢) ، وفيه أجناس مختلفة من الكفرة مثل الأولاق والماجار والسرب ، ويمرّ هذا النّهر مع شرقي الجبل المذكور وكلّما جرى جنوبا يقرب بحر نيطش المعروف في زماننا ببحر القرم ولا يزال يتقارب منه ويقرب ما بين الجبل والبحر حتّى يصبّ في البحر المذكور في شمالي مدينة تسمّى صقجى ، وهي مدينة [في برّ](٣) القسطنطينيّة من شماليها (٤) بميلة إلى الغرب فعرض صقجى حينئذ اكثر من عرض القسطنطينيّة التي عرضها خمس وأربعون فعرض صقجى يقارب الخمسين بالتقريب ويزيد على خمسين أو ينقص قليلا.
نهر أزو (٥) : بالزّاي المعجمة المفخّمة بعد الألف وفي آخرها واو ، وهو أيضا نهر عظيم يأتي من الشّمال ، وهو شرقيّ [نهر](٦) طنا المقدّم ذكره ، ويمرّ مغرّبا ثم يعطف ويجري (٧) مشرقا حتّى يصبّ في خور من بحر القرم بين صار وكرمان واقجا كرمان وهما مدينتان [٣٠ ب] على بحر القرم عرضهما متقارب لعرض صوداق (٨) وطولهما أقلّ بكثير لأنهما غربي صوداق بمسافة كثيرة ، وصوداق حيث الطّول ست وخمسون درجة والعرض إحدى وخمسون درجة ، كذا ذكر ابن
__________________
(١) في الأصل : «يكثر».
(٢) في (س): «لصعوبته مزلقاه» وفي (ر): «لصعوبة من لقاه».
(٣) ساقط من الأصل.
(٤) في (ر): «من شمال يليها».
(٥) في الأصل و (س): «أوزو».
(٦) زيادة من (س) و (ر).
(٧) في (س): «ويمشي».
(٨) في (س) حيثما وردت : «صوادق».