الذين يتقاسمون ما يأخذونه من الثياب والسلاح بعلة الغزو ومنهم من «أشرك بالهبر» أى قاسم شركاءه ما يأخذه وهكذا (١).
ومؤلف القصيدة استجاب فى بعض الأحيان لمنقصة «بنى ساسان» وعدم احترامهم عن قصد للدين وطقوسه ورجاله.
وقد استخدم أبو دلف بكثرة فى القصيدة كلمات غامضة من اللغة السرية لآل ساسان وتولى تفسيرها عند ورودها. وكان هو نفسه يجيد هذه اللغة تماما وعلم الصاحب إياها بنجاح (٢). وتجدر الإشارة إلى أن أبا دلف قد أعلن نفسه عضوا فى زمرة هؤلاء القوم (٣) :
وشاهدت أعاجيبا |
|
وألوانا من الدهر |
فطابت بالغوى نفسى |
|
على الامساك والفطر |
على أنى من القوم ال |
|
بها ليل بنى الغر |
بنى ساسان والحامى ال |
|
حمى فى سالف العصر |
ولكن بأى درجة من التأكيد يمكن القول بانتساب أبى دلف إلى
__________________
(١) من الممتع أيضا الإشارة إلى التشابه فى الحيل والطرق وعدم الاكتراث والتشاؤم نحو الحياة والناس عند أبى زيد السروجى بطل مقامات بديع الزمان الهمزانى وعند بنى ساسان فى تصور أبى دلف وليس من قبيل الصدقة أن بديع الزمان وهو المعاصر الأصغر منشد أشعار أبى دلف قد أورد بعض هذه الأشعار على لسان بطله وأيضا ألف مقامة خصيصا لآل ساسان ـ الثعالبى يتيمة الدهر ج ٣ ص ١٧٦ / س ٦ ـ ١٠
(٢) المرجع السابق ص ١٧٥ / س ٣ ـ ٤
(٣) المرجع السابق ص ١٧٦ / س ١٨ ـ ٢١