كمصارر للأعمال الجغرافية المتخصصة على غرار معجم ياقوت الجغرافى.
وكثيرا ما نجد تراجم حياة مفقودة وكذلك بعض المؤلفات الأخرى من هذا النوع من المصادر الأولية إلا أنها استمرت تحيا فى نطاق الاقتباسات الكثيرة فى الكتب الأخرى وأحيانا أخرى ظلت فى صورة مجهولة. وفى مثل هذه الحالة الأخيرة تختلط معلومات هذه المصادر بطريقة غير ملحوظة بمواد مؤلف الكتاب وتحت أسماء غريبة غير أسماء أصحابها الأصليين. وفى فترة زمنية أخرى تصبح هذه المواد معروفة للباحتين ، وباكتشاف المؤلفات المفقودة يتضح ذلك الدور الهام الذى لعبته فى العلم.
وإلى عداد هذا النوع من المؤلفات ينتسب وصف رحلة أبى دلف وهى الرحلة التى حفظت بعض قطعها فى معجم ياقوت وكتاب القزوينى «آثار البلاد». وأخبار أبى دلف عن البلاد والشعوب غير الإسلاميه وعن القبائل التركية فى وسط آسيا وعن الصين والهند اقتطعت من تلك الأعمال وأخضعت للبحث والدراسة وكنتيجة لذلك وصل العلماء إلى نتائج عكسية ووضعوا موضوع الشك حقيقة الرحلة نفسها بل وكون مؤلفها أبى دلف (١)
وفى سنة ١٩٢٣ اكتشف فى مدينة مشهد المخطوط الفريد للمؤلفات الجغرافية وأصبح فى متناول العلماء الوصف الأصلى لرحلة أبى دلف. واتضح أن المخطوط عبارة عن مؤلفين اثنين مستقلين إلا أن كلا منهما يرتبط بالآخر (٢)
__________________
(١) مسح الكتب الذى قام به رور ـ صوير وكراتشكوفسكى الرسالة الثانية ص ٢٨١ ـ ٢٨٣.
) Rohr ـ Sauer, Des Abu Dulaf Bericht, S. ٩ ـ ٤١ (
(٢) برو كلمان (GAL Bd I ,S.٦٢٢)
وعلى العموم فإن كل المعلومات الجغرافية عن أبى دلف ترجع إلى مؤلف واحد يعرف لدى برو كلمان باسم «عجائب البلدان» إلا أن فى الجزء الإضافى ـ ـ Erster Supplementband Leiden ,٧٣٦١ ,S.٧٠٤ هذه التسمية لا ترد ولا تذكر