وعلى ما يبدو يرجع العنوان «رسالة» إلى المؤلف نفسه مع ترتيب رقمى الأولى والثانية.
وفى سنة ١٩٣٩ قام المستعرب الألمانى رور ـ صوير من جديد بترجمة وتحليل «الرسالة الأولى» لأبى دلف عن رحلته فى الصين (١). ووضع موضع الشك ما ذهب إليه بعض العلماء من النفى البات لحقيقة رحلة أبى دلف والمادة الحقيقية فى رسالته وقد سانده كراتشكوفسكى فى ذلك مستعينا ببعض التصورات الاضافية (٢). وبصفة عامة اجمالية فان «الرسالة الأولى» ساد عنها فى العلم فكرة أنها ليست رحلة يومية وأنها جمعت على أغلب الظن فيما بعد بناء على الذاكرة وتضمنت إلى جانب صدقها كثيرا من المعلومات التقريبية غير الواضحة بل وأشياء من صنع الخيال.
أما الرسالة الثانية فقد أصبحت معروفة فى العلم بمقدار ما طبعت به تلك المؤلفات الكبيرة التى احتوت قطعا منها مع الإشارة إلى اسم أبى دلف أو بدون ذكره. وفى سنة ١٨٤٨ قام ويستنفيلد بطبع الجزء الثانى من كتاب القزوينى (٦٠٠ ـ ٦٨٢ / ١٢٠٣ ـ ١٢٨٣) «آثار البلاد» حيث يوجد ٢٤ اقتباسا من «الرسالة الثانية» لكن مع الإشارة إلى أبى دلف فى ٧ حالات فقط (٣). وفى كتاب «عجائب المخلوقات» الذى ظهر بعد عام من ذلك توجد أربعة اقتباسات بدون الاشارة إلى الاسم.
__________________
(١) Rohr ـ Sauer ,Des Abu Dulaf Bericht.
(٢) كراتشكوفسكى : الرسالة الثانية ص ص ٢٨٢ ـ ٢٨٣.
(٣) القزوينى : آثار البلاد ج ٢ اقتباسات مع الاشارة إلى الاسم :
ص ١٣٠ / س ١٣ ـ ١٥. ، ص ١٨٦ / س ١٤ ـ ١٧