وبين «أفلوغونيا (١)» بلد كبير لا يخرج منه عالم ولا خرج فيما سلف وذلك بالطبع (٢). وفى هذا البلد قلاع حصينة منها قلعة يقال [لها] «وريمان» (٣) وهى [فى] وسط البحر على سن جبل لا ترام وهناك نهر يغور فى الأرض يقال إنه نهر «نصيبين (٤)». والجذام يسرع إلى أهلها لكثرة أكلهم الكرنب. والغدر فيهم طباع. وقد احتج لهم فى ذلك وأقام عندهم بعض إخوانى وزعم أنه لا غدر فيهم. وقال إن الرجل منهم إذا كان فقيرا لم يجب (٥) أن يراه أهل بلده. وهذه الخلة من كرم الطبيعة وصفاء الطينة. وفى أهل هذا البلد خدمة الضيف وقرى واسع وحسن طاعة لرهبانهم حتى أن الواحد
__________________
(١) بداية اقتباس ياقوت : ج ١ ص ٣٣١ / س ١٢. وأفلوغونيا منطقة جبلية فى آسيا الصغرى وياقوت (ج ١ ص ٣٣١) يورد فقط ما يذكره أبو دلف ، وهذا الأخير يتحدث عن بلاد تقع بين «باجنيس» وافلوغونيا أما ياقوت فينسب ذلك إلى نفس أفلوغونيا. وحسب رأى مينورسكى : فإن المعلومات التالية فيما بعد لأبى دلف لا يمكن أن تنسب إلى كبدكى الواقعة بين أرمينيا وأفلغونيا ولهذا يقترح أن تفهم على أنها كوغونيه (بالارمنية كولونيا). وفى هذه الحالة فإنه يجب فهم «البلاد بين أرمينيا وكوغونية» على أنها وادى أو حوض غرب الفرات حبث توجد مدينة «كماه» و «ديورك» وغيرها (مينورسكى : أبو دلف ص ص ٧٧ ـ ٧٨.
(٢) العبارة من أول «بلد كبير» ترد عند ياقوت كما يلى : «مدينة كبيرة من بلاد الأرمن من نواحى أرمينية ولا يعرف أنها خرج منها فاضل قط :
(٣) لا يورد هذه المعلومات عن هذه القلعة سوى أبى دلف ، وعنه أخذها ياقوت : (ج ١ ص ٣٣١).
(٤) مدينة فيما بين النهرين إلى الشمال الغربى من الموصل.
(٥) عند مينورسكى «لم يحب».