وهو مرج أفيح وبه آثار قلعة عادية (١) عجيبة البناء. وماء حلوان (٢) وبىء ردىء كبريتى ينبت عليه الدفلى. وبها رمان لم أر فى بلد من البلاد مثله. وبها أيضا تين عجيب الأمر يقال له «الشاهنجير» تفسيره ملك التين. وبالقرب منها جبل فيها عدة عيون كبريت ينتفع بها من أدواء كثيرة.
ويقربها أيضا جبل عليه صومعة تعرف بدير الغار وسميت بهذا الاسم لأن قوما يزعمون أن أبا نواس خرج من العراق قاصدا إلى خراسان فوصل إلى هذه .. (٣) وكان فيها راهب شلف (٤) حسن الوجه ظريف الهيئة فأضاف أبا نواس وقراه ولم ينو فى أمره غاية. فلما شربا دعاه أبو نواس إلى البدال فأجابه. فلما قضى حاجته من أبى نواس غدر به وامتنع عليه فقتله أبو نواس ولم يسكن الصومعة إلى يومنا هذا أحد. وهى مركز ظراف حلوان يشربون فيها لهذه العلة ولان موضعها طيب نزه وعليها مكتوب بخط يذكرون أنه خط أبى نواس :
ما أنصف الراهب من نفسه |
|
إذ ينكح الناس ولا ينكح |
__________________
(١) فى النص عاديه (لين : ج ٥ ص ٢١٩) صفة مشتقة من قبيلة «عاه» العربية القديمة وتستعمل هنا مجازيا أو استعاريا.
(٢) نهر حلوان هو ما يعرف حاليا باسم حلوان ـ تشاى.
(٣) سقطت على ما يبدو كلمة «الصومعة» فى مخطوط مشهد : وعند ياقوت : «هذا الدير».
(٤) فى النص «مشلف». وعند ياقوت : ج ٢ ص ٦٨٢ «مسلف ، دون أن يذكر معنى أو تفسيرا مقبولا. ونحن نتفق مع مينورسكى : فى قراءة الكلمة «شلف» ويمكن أن تكون «مسلق» أى مفوه أو بليغ.