صحراء ، بين جبال كثيرة الشجر كثيرة الحمّات والكباريت والزاجات والبوارق والاملاح. وماؤها يخرج إلى «البندنيجين» (١) فيسقى النخل بها ولا أثر بها إلا حمات ثلاث وعين إن احتقن انسان بمائها أسهل إسهالا عظيما وأن شربه قذف اخلاطا كثيرة. وهو يضر أعصاب الرأس. ومن هذه المدينة إلى «الرد» و «البراو» (٢) عدة فراسخ وبها قبر المهدى (٣) ولا أثر بها الا بناء قد تعفت رسومه ولم يبق منه آثار ثم يخرج منها إلى «السيروان» (٤) وبها آثار حسنة ومواطن عجيبة.
ثم يخرج منها إلى «الصيمرة (٥)» وهى مدينة حسنة تجمع النخل والزيتون والجوز والثلج وفواكه الجبل والسهل. وبينها وبين الطرحان (٦)
__________________
(١) عنها انظر : المقدسى ص ١١٥ وياقوت : ج ١ ص ٧٤٥.
(٢) الرد والبراو. هو حسب مينورسكى مكان يوجد فى غرب «لورستان» قرب جبل منشت أو «كوخى ـ قلرنغ» مينورسكى : أبو دلف ص ص ٨٩ ـ ٩٠
(٣) المهدى بن المنصور : خليفة عباسى (٧٧٥ ـ ٧٨٥) مات فى رحلة صيد ودفن فى «ما سبذان» فى مكان يسمى أحيانا «الرظ» (الطبرى : ج ٣ ص ٥٢٣ ، ٥٢٦ وياقوت : ج ٢ ص ٧٧٥) وأحيانا «ردين» أو «رظبن» (المسعودى : مروج الذهب ج ٤ ص ٢٢٥) وأحيانا الرظ والراق (المسعودى : ج ٨ ص ٣١٣) وهى التى تقابل على ما يبدو «الرد والبراو» عند أبى دلف.
(٤) السيروان أو السيروان مدينة فى ما سبذان وكل الجغرافيون العرب تقريبا يصفونها بأنها مدينة عظيمة كثيرة الخيرات. عنها أنظر ياقوت : ج ٣ ص ص ٢١٤ ـ ٢١٥.
(٥) مدينة فى منطقة «مهرجان قذق». وآثارها الباقية حاليا تحمل اسم «در ـ شهر» وتوجد فى وادى نهر صيمرة قرب شروان. عنها انظر ياقوت : ج ٣ ص ٤٤٣.
(٦) مدينة فى «جبال» قرب الصيمرة وحاليا توجد مدينة بهذا الاسم على الفرع الشرقى لنهر صيمرة. عنها انظر : ياقوت ج ٣ ص ٥٢٥.