الرازى يضرب [به] المثل. ومعهم جسارة على سفك الدماء والقتل. ومن «الرى» الرستاق يقال له قصران (١) وهى جبال شامخة عالية إذا امتنع أهلها على السلطان لحمل الخراج لم يقدر عليهم وإنما لهم عند صاحب الرى رهائن. وأكثر فاكهة «الرى» من هذه الجبال. ويقيم الورد بالرى أربعة أشهر ، ويؤكل بها المشمش والاجاص (٢) أكثر من هذا المقدار (٣) وبها حمامات صغار تنفع من الجرب ومعادن خفية. وأرضها تتصل بجبال «بنى قارن» (٤) و «دبناوند» (٥) ، وجبال الديلم وطبرستان. وشاهدت فى بعض جبالها بحيرة تكون استدارتها نحو جريب يعتصر فيها مياه أوديتها وسيول شعابها فى أيام الشتاء والربيع فلا يزيد قدر مائها ، ولا ينقص فى شتاء ولا صيف وأنه لينصب فى اليوم الواحد من أيام الشتاء والربيع ما لو ساح على الأرض لكان بحرا عجاجا. وحول هذه البحيرة ميادين نرجس وبنفسج وورد. وبالقرب منها أثر قصر قديم لم يبق منه إلا بعض حيطانه وقبة باب داره ، ولم أجد أحدا يعطينى خبرا.
__________________
(١) منطقة جلبة قرب «الرى» عنها انظر ياقوت : ج ٤ ص ص ١٠٥ ـ ١٠٦.
(٢) البرقوق.
(٣) المقصود بالمقدار هنا هو مقدار الأربعة أشهر.
(٤) كانت طبرستان عند الفتح العربى يحكمها رجال يحملون لقب «اسبخبد» (بالفارسية قائد عسكرى) وبعد فتح العرب أصبح «اسبخبد» طبرستان من سلالة الغازى «مايزديار بن قارن» وهذا الجزء الذى سيطروا عليه من طبرستان أصبح يعرف باسم «جبال بنى قارن».
(٥) دبناوند (دماوند بالفارسية) اسم سلسلة جبال من أصل بركانى فى منطقة الرى وأيضا أعلى قمة جبل بها واليها تمتد منطقة جبلية (ياقوت : ج ٢ ص ص ٦٠٦ ـ ٦١٠.