وديناوند مدينتان تعرف احداهما بويمة (١) والأخرى «بشلمبة» (٢). وفى كل واحدة منهما مسجد جامع وبينهما قرى كثيرة وجبال عالية ويخرج من بين المدينتين واد يقال له «وادى الهبر» (٣) عجيب الشأن كثير الشجر والحمات والمياه والغياض (فنفذ ماؤه إلى خوارى الرى) (٤). وبويمة هذه ريح عظيمة تهب ليلا ونهارا أياما من السنة معروفة تكون نحو ثلاثة أشهر فلا يحجبها عن الناس حجاب. وربما قتلت من تلحقه فى طريق أو صحراء فينتقل أهل هذه المدينة عنها إلى جبل بالقرب منها فيستترون به حتى ينقضى أوانها ثم يعودون إلى مغازلهم. وبدباوند جبل عال مشرف شاهق شامخ لا يفارق أعلاه الثلج شتاء ولا صيفا ولا يقدر أحد من الناس يعلو ذروته ، ولا يقاربها يعرف بجبل «بيوراسف» (٥)
__________________
(١) ويمة مدينة غنية إلى حد ما بالبساتين والكروم تقع فى جبال دبناوند بين الرى وطبرستان كانت فى القرن العاشر المدينة الرئيسية لمنطقة دبناوند وكان بالقرب منها يستخرج «الحديد». عنها انظر ياقوت : ج ٤ ص ص ٩٤٤ ـ ٩٤٥ والاصطخرى : ص ٢٠٠ وحدود العالم ص ١٣٥.
(٢) «شلمبه» (شلنبه فى حدود العالم) : مدينة صغيرة فى جبال دبناوند كانت تقع على مقربة من مدينة «ويمة» فى العصور الوسطى ونتيجة للتوسع اندمجت مع الأخيرة. عنها انظر ياقوت : ج ٣ ص ص ٣١٥ ، ٣١٦ والاصطخرى : ص ٢٠٩ وحدود العالم ١٣٥.
(٣) تقرأ فى المخطوط : «وادى الهير» وقد توصل مينورسكى : إلى تسميتها «وادى الهبر» وفيما بعد توجد بصورة «حبل رود» حاليا نهر «حبل رود» (مينورسكى : أبو دلف ص ١٠١).
(٤) خوار : مدينة على بعد ٢٠ فرسخا (١١٥ كيلومترا) إلى الشرق من الرى. وتمييزا لها عن بلدة كبيرة أخرى بنفس الاسم فى «فارس» فان هذه المدينة كانت تسمى عادة «خوار الرى «عنها انظر ياقوت : ج ٢ ص ٤٧٩.
(٥) يبدو أن الحديث يدور هنا عن احدى المرتفعات الجبلية فى منطقة