يراه الناس من مرج القلعة ومن عقبة همذان والناظر اليه من «الرى» يظن أنه مشرف عليه وأن المسافة بينهما فرسخ أو فرسخان وبينهما ثلاثون فرسخا. ويزعم العامة أن سليمان بى داود عليهماالسلام حبس فيه ماردا من مردة الشياطين يقال له صخر (١) المارد وزعم آخرون «أفريدون» (٢) الملك حبس فيه «بيوراسب» (٣) وأن دخانا يخرج من كهف فى الجبل يقول العامة أنه
__________________
«دبناوند» والاحتمال الاكثر هو عن أعلى جبل يحمل نفس الاسم (بناوند) حيث سجن بيوراسب الشرير حسب ما يقال.
(١) صخر : اسم أحد اثنين من الشياطين فى التراث الدينى الإسلامى. واسمه الكامل هو صخر الجنى (ابن الأثير : ج ١ ص ١٦٧ ـ ١٦٩).
(٢) أفريدون : (بالفارسية فريدون) بطل شعبى ايرانى. وفى العصور الوسطى كانت تنتشر بين أهالى ايران (انتقلت عنهم إلى البلاد الإسلامية الأخرى فى الشرق) أساطير شعبية عن انتصاره على «الضحاك» الشيطان (بيوراسب) ويرد ذكره فى كتاب «الأفست» الفارسى المعروف تحت اسم» Thraetaona «وفى العصر الإسلامى ظل اسمه يعيش إلى جانب أبطال آخرين فى «الشاهنامة». (Justi ,S.١٣٣).
(٣) بيوراسب (بيوراسف) : أحد الشياطين فى المعتقدات الزرادشتتية يسمى «آجى دهاق» وقد احتفظت صورته بوجودها فى الأساطير الفارسية فى العصر الإسلامى. وصورته فى الشاهنامة عبارة عن حيوان غريب على كتفه حيتان ويسميه الكتاب العرب «ضحاك بيوراسب» أو ضحاك أو بيوراسب. والبطل الشعبى الفارسى «افريدون» حسب ما تروى الأسطورة ، وضع نهاية أو حدا لسيادة الضحاك (بيوراسب) بحبسه فى جبل «دبناوند». يورد ابن الكلبى إحدى الأساطير التى تحكى انتصار «أفريدون» عليه وعنه يوردها ياقوت عند وصفه جبل «دبناوند» وكانت مصادر معلومات أبى دلف عن بيوراسب كما يتضح من نص الرسالة الثانية تتمثل فى المعتقدات الشائعة بين أهالى «دبناوند». انظر : ياقوت : ج ٢ ص ٦٠٧.