كثرة الفواكه وفاكهتها نهاية. (١). والرياح بها لا تنقطع ليلا ولا نهارا. وبها مقسم للماء كسروى عجيب الشأن يخرج ماؤه من مغارة فى جبل ثم ينقسم إذا انحدر عنه على مائة وعشرين قسما لمائة وعشرين رستاقا (٢) لا يزيد قسم على صاحبه ولا يمكن تأليفه على غير هذه القسمة وهو مستطرف جدا ما رأيت فى سائر البلدان مثله ولا شاهدت أحسن منه. وهناك [قرية] تعرف بقرية «الجمالين» (٣) فيها عين تنبع دما لا يشك فيه لأنه جامع لأوصاف الدم كلها. إذا ألقى فيه زئبق صار لوقته حجرا يابسا صلبا منقشا. وتعرف هذه القرية أيضا «بفنجار» (٤). وبالدامغان تفاح يقال له القومسى جيد حسن أحمر الصبغ مشرق الحمرة يحمل إلى العراق. وبها معادن زاجات وأملاح ولا كباريت فيها. وبها معدن للذهب صالح. ومنها إلى قرية كبيرة شبيهة بالمدينة الصغيرة يقال لها «بسطام» (٥) كان منها أبو زيد البسطامى (٦) رحمة الله عليه. وبها تفاح
__________________
(١) هكذا فى النص تنتهى الجملة ويبدو أن الكلمة الأخيرة «نهاية» لا تكفى لتكملتها. ومينورسكى : يترجم الجملة كما يلى :
Damghan is a fine town abounding in fruit of which there is
» «no need
أى دمغان مدينة حسناء كثيرة الفواكه الزائدة عن الحاجة.
(٢) يتفق مينورسكى : مع نص مخطوط مشهد : ويترجمها كما يلى : «of twenty districts» أى عشرين رستاقا وليست مائة وعشرين.
(٣) لا توجد هذه التسمية فى أى مكان آخر. ومن فحوى التسمية يستدل على أن هذه القرية كانت محطة للقوافل وكان أهلها يشتغلون بتأجير الجمال وخدمة القوافل.
(٤) مينورسكى يرى قراءتها فنجان (أبو دلف : ص ١٠٥).
(٥) «بسطام» : مدينة فى «قومس» بناها فى القرن السادس «بسطام» وإلى خراسان وقومس وجرجان وأهم معالمها (حتى ذلك اليوم) مقام الشيخ بايزيد الصوفى. عنها انظر ياقوت : ج ١ ص ٦٢٣. وحدود العالم ص ١٣٥.
(٦) المقصود هنا هو الشيخ «الصوفى» المشهور أبو يزيد طيفور بن عيسى