ذات آثار عجيبة وأبنية عادية (١) وتثار منها الدفائن (٢) كما تثار بمصر وبها نواويس بديعة الصنعة وبيوت نار. ويقال أن جيلا (٣) [من] الهند لما فصدت بعض ملوك الفرس لتزيل مملكته كانت الوقعة فى هذا المكان فغلبت الفرس الهند فهزمتم هزيمة قبيحة فهم يتبركون بهذا الموضع. ونهر المسرقان يشق أعمالا كثيرة ويسقى ضياعا واسعة. ومبدؤه من «تستر» وتستر ذات آثار وأعاجيب وخواص. وبها قبر دانيال عليهالسلام وقد قيل بالسوس (٤) ولها قناطر وشاذروان (٥) ما رأيت فى شىء من البلدان مثلها. وبها معادن كثيرة. وأكثر أبنيتها لقرد جشنس [؟] بن شاه مرد (٦) وكان من عظماء الفرس.
__________________
بعد ١٤ كم من شط خليج فارس والعرب عنها انظر ياقوت : ج ٤ ص ٩٩٣.
(١) أى أثرية قديمة.
(٢) أى يستخرج منها الآثار المدفونة.
(٣) هكذا عند ياقوت وفى مخطوط مشهد «خيل»
(٤) السوس (شوس). مدينة فى الشمال الغربى لخوزستان على شط نهر «آب شور» قرب آثار «سوز» العاصمة القديمة لآل أخمن. وأحد معالم المدينة يعتبر قبر «دانيال» انظر ياقوت ج ٢ ص ص ١٨٨ ـ ١٩٠ والمقدسى : ص ص ٤٠٧ ـ ٤٠٨.
(٥) المقصود هو السد الكبير على نهر «قارون» (قرب تستر) بناه شابور الأول (٢٤١ ـ ٢٧٢).
(٦) فى مقالتين مستقلتين يتناول مينورسكى (انظر مينورسكى : أسطورتان ايرانيتان ، وايضا أبو دلف : ص ص ١١٤ ـ ١١٨) بدقة تحليل الاسم الذى يربط أبو دلف بينه وبين الابنية المشيدة فى «تستر» وكذلك القنطرة العجيبة» وأيضا الاسطورة عن مقتل بعض ملوك اليمن. وشرحه لكل هذا مقنع ولذا فسنكتفى بما توصل هو اليه : فقصة أبى دلف تعكس حقيقة حادثة تاريخية عرفت بعد أن قتل خسرو الثانى بارويز فى سنة ٦٢٨ بواسطة ابنه «شيرويه» وكانت مدة