جلسائهما عن البطحاء ، فيتوضأ وضوءا سابعا حتى الرجلين ، لا يكون من وضوء الصلاة شىء أتم منه ، ثم تعاد كما كانت.
٦٧٣ ـ أحمد بن ناصر بن يوسف بن أحمد بن محمد المضرى ـ بضاد معجمة ـ الواسطى المكى الشافعى ، يلقب بالشهاب :
هكذا وجدت نسبه بخطه. وضبط المضرى كما ذكرنا.
سمع بمكة من عثمان بن الصفى بعض سنن أبى داود ، وعلى الشيخين : سراج الدين الدمنهورى ، وفخر الدين النويرى : الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، وما علمته حدث ، وسألت عنه ابن أخته لأمه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، فذكر أنه كان شاعر الحجاز فى وقته.
وكان فاضلا ذكيا اشتغل بالفقه والأصول وغيرهما. كان أقام بدمشق مدة ، واشتغل بها ، ثم عاد إلى مكة ، وتعانى المتجر فلم يحسن له ، ثم انتقل إلى بلاد فارس فأقام بها مدة إلى أن قتل ، ولم يبين شيخنا القاضى جمال الدين متى كان قتله ، ولعله كان فى عشر الثمانين ، وإلا فى عشر السبعين وسبعمائة. وكان حيا فى سنة اثنتين وسبعين ، وميتا فى سنة سبع وثمانين. ومن شعره من قصيدة له [من البسيط] :
لو لا كم ما ذكرت الخيف خيف منى |
|
ولا العقيق ولا نجدا ونعمانا |
ولا الكثيب ولا سفح الغوير ولا |
|
أعلام كاظمة والأثل والبانا |
ولا ذكرت طلولا بالمعالم من |
|
أرض الحجاز ولا ربعا وسكانا |
ولا غدت فى الهوى شوقا تؤرقنى |
|
ورق الحمام ولا جددن أحزانا |
ولا صبوت إلى نحو الصبا سحرا |
|
من حاجر لا ولا أصبحت ولهانا |
وله من مواضع فى قصيدة أخرى [من الطويل] :
أجيران وادى السفح ما فعل السفح |
|
وما علمكم بالطلح هل سقى الطلح؟ |
وما كان من عرب الحما أحديثهم |
|
عن البين جد منهم لى أم مزح؟ |
قفوا حدثونى عن ديار لهم خلت |
|
بنجد لها فى كل جارحة جرح |
لئن كنت سمحا فى هواكم بمهجتى |
|
فعندى فى سلوان حبهم شح |
هبوا أن ذنبى أوجب البعد عنكم |
|
فما عن عظيم الذنب من وصلكم صفح |