فلما مات كحلوا كلهم ، غير عنان ، فإنه هرب فى تاسع عشرى شعبان ، سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ، وبلغنى أنه لما كحل ، أصاب المرود ظاهر إحدى عينيه فلم تذهب ، وأصاب جوف الأخرى فأذهبها. فلما كحل ابنه على وصاح ، ذهل أبوه ، ففتح عينه ينظر إليه ، وقال : واولداه ، ففطن له بعض الحاضرين ، فأشار بكحله ثانيا فكحل ، ولم يكن له ذنب يوجب اعتقال أحمد بن عجلان له ؛ لأنه كان مظهرا لطاعته ، غير موافق لأخيه حسن وعنان ، فى مشاققتهم لأحمد بن عجلان ، ولكن كان أمر الله قدرا مقدورا.
وكان أحمد بن ثقبة أجمل بنى حسن حالا فى حياة أحمد بن عجلان ؛ لأنه كان أكثرهم سلاحا وخيلا وإبلا وعقارا وغلة ، ولم يكن فى بنى حسن من يناظر أحمد بن عجلان فى الحشمة غيره.
ولما توفى خلف أربعة ذكور وبعض بنات ، وتوفى فى آخر المحرم سنة اثنتى عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. وقد قارب السبعين أو بلغها.
٥٢٨ ـ أحمد بن جار الله بن زايد السنبسى المكى ، يلقب شهاب الدين :
ولد فى سنة ست وأربعين وسبعمائة ظنا أو بعدها بقليل. وحضر مجلس تدريس قاضى مكة ، شهاب الدين أحمد بن ظهيرة ، فعلق بذهنه شىء من مسائل الفرائض والحساب ، وعانى التجارة فأثرى وكثر ماله ، واستفاد دورا بمكة وعقارا ونخيلا وسقايا كثيرة بالخضراء من وادى مر ، وغير ذلك ، ولاءم الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة ، ونظر له فى أمواله بوادى مر وغيرها ، فانتفع بذلك وكثرت مراعاة الناس له ، ورزق أولادا عدة.
ومات فى ليلة الأحد السادس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة ، ودفن من صبيحتها بالمعلاة ، سامحه الله تعالى.
٥٢٩ ـ أحمد بن جعفر بن أحمد بن على الديوانى المكى :
كان يخدم السلطنة بمكة ، وحصل له بذلك وجاهة عند الناس. توفى فى عشر السبعين وسبعمائة ، ظنا.
__________________
٥٢٨ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٤٢ ، العقد الثمين ٣ / ٢٣ ، الضوء اللامع ١ / ٢٦٦ ، المنهل الصافى ١ / ٢٥٩).