وفى الكتاب بيتان من نظم الأديب الكبير تقى الدين أبى بكر بن حجة الحموى. وهما [من الطويل] :
أيا ملكا بالله أضحى مؤيدا |
|
ومنتصبا فى ملكه نصب تمييز |
كسرت بمسرى نيل مصر وتنقضى |
|
وحقّك بعد الكسر أيام نوروز |
وفى هذين البيتين من الكياسة ، والتورية بالنوروز الذى يكون بإثر كسر النيل ـ وهو يوم مشهور عند المصريين ، لما يقع فيه من المجون ـ ونوروز الذى كان أميرا بالشام وقتله السلطان ، ويقال له نوروز. وفيهما من الكياسة أيضا ، صحة الاتفاق المقول ، فإنه قد لا يتمّ الظّفر بنيروز فتّم.
وكان السيد حسن فى موسم سنة سبع عشرة ، تخوف من أمير الحاج المصرى ، وتوقف عن ملاقاة المحمل بنفسه. فما قنع منه أمير الحاج بغير حضوره بنفسه. فوافق على ذلك ، لما أن لم يجد منه بدّا ، بعد أن توثق من أمير الحاج ، والتزم له مما يحسن من الخدمة وللسلطان ، بثمن ما أخذه من الغلة التى بعثها السلطان للبيع ، وخلع عليه الأمير وعلى ولديه لما خدموا على العادة ، ثم حصل بينهما نفرة ؛ لأن أمير الحج أدب بعض غلمان القواد العمرة ، على حمله السلاح بمكة ، لنهيه عن ذلك ، وتشفع مواليه فى إطلاقه بالسيد حسن عند أمير الحاج ، فأبى أن يطلقه ، فهجم جماعة منهم المسجد الحرام ، راكبين خيولهم لابسين سلاحهم ، فقاتلهم الحاج حتى أخرجوهم من المسجد ، وظن أمير الحاج أن الشريف حسن ينضم إليه ، فقدر أنه انضم إلى المذكورين بالطّنبداوية ، ولكنه منعهم من التعرض للحاج ، ولو لا ذلك لتم على الحاج بلاء عظيم ، فسبحان المسلّم ، وأدخل الأمير خيله إلى المسجد. فباتت به حتى الصباح ، وسمّر أبوابه خلا باب بنى شيبة والدّريبة وباب المجاهدية.
وأوقدت فيه المشاعل ثم فتحت ؛ لأن السيد حسن بعث ولده السيد أحمد ، إلى أمير الحج مطمّنا له ، فخلع عليه وأطلق مولى القواد ، وأعرض السيد حسن عن الحج فى هذه السنة بغالب عسكره ، وكذا القواد. فقام بحفظ الحاج من أهل مكة وغيرهم أمراء الحاج.
وأصاب بعض الحجاج نهب فى توجههم إلى عرفة ، وغالب المنهوبين من أهل مكة واليمن ، لتخلفهم بمكة إلى الظهر.
وكان الحجاج توجهوا منها بعد طلوع الشمس. ولما نفر الحاج من منّى وطافوا