رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، سمع مشركا يشتم النبي صلىاللهعليهوسلم فأخذ لحي جمل فضربه به فشجّه ، فقيل لأمّه : ألم تري ما صنع ابنك ، وأخبرت الخبر فقالت :
إنّ طليبا نصر ابن خاله |
|
آساه في ذي دمه وماله |
وذكر الزبير في موضع آخر فيما أخبرنا به أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وكانت أروى بنت عبد المطلب عند عمير بن وهب بن عبد بن قصي ، فولدت له طليبا بن عمير ، وكان من المهاجرين الأوّلين ، وشهد بدرا ، وقتل بأجنادين شهيدا ، ليس له عقب ، وشتم عوف بن صبيرة (١) السّهمي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخذ له طليب بن عمير لحي جمل فضربه به حتى سقط مزمّلا بدمه ، فقيل لأمّه : ألا تري ما صنع ابنك ، فقالت (٢) :
إنّ طليبا نصر ابن خاله |
|
آساه في ذي دمه وماله |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن سعد (٣) قال : في الطبقة الأولى من أهل بدر من بني عبد بن قصي بن كلاب : طليب بن عمير بن وهب بن كبير (٤) بن عبد بن قصي ، ويكنى أبا عدي ، وأمّه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وكان طليب بن عمير من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية ، ذكروه جميعا موسى بن عقبة ، ومحمّد بن إسحاق ، وأبو معشر ، ومحمّد بن عمر ، وأجمعوا على ذلك ، وآخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين طليب بن عمير والمنكدر (٥) بن عمرو السّاعدي ، وشهد طليب بدرا في رواية محمّد بن عمر وثبّت ذلك ، ولم يذكره موسى بن عقبة ، ومحمّد بن إسحاق ، وأبو معشر فيمن شهد بدرا.
ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
__________________
(١) الإصابة : «صبرة» وفيها وقيل : إن المضروب : أبا هاب بن عزيز الدارمي.
(٢) الرجز في الإصابة ٢ / ٢٣٣ وفيها : واساه».
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ١٢٣.
(٤) ابن سعد : كثير.
(٥) ابن سعد : والمنذر.