المشدود ، ونزل عبد الله بن علي باب الشرقي. وفي مدينة دمشق يومئذ الوليد بن معاوية بن عبد الملك بن مروان في خمسين ألف مقاتل ، وحاصروا أهل دمشق أقلّ من شهرين وقاتلوهم من الأبواب كلها وألقى الله العصبية بين اليمانية والمضرية ، فقتل بعضهم بعضا ، ثم إنّ أهل الكوفة نشروا برجا من بروجها حتى علوه وتهدلها الناس حتى نشروا عليهم نشورا ، فافتتحوها عنوة ، وقتل الوليد بن معاوية (١) وأباحها ثلاث ساعات من النهار ، لا يرفع عنهم السّيف ، ويقال : إنّ الوليد بن معاوية قتل قبل فتح دمشق ، قتلته اليمانية والمضرية في العصبية التي وقعت بينهم ، ثم إنّ عبد الله بن علي أمّن الناس كلهم ، وأمر بقلع حجارة مدينة دمشق ، فقلعت حجرا حجرا بعد أن أثخن في القتل.
٢٩٧١ ـ الطّفيل بن زرارة الحرسي (٢)
كان على ميمنة (٣) جيش (٤) يزيد بن الوليد الذي وجّهه مع سليمان بن هشام بن عبد الملك لقتال أهل حمص الذين خرجوا إلى دمشق طالبين بدم الوليد بن يزيد ، له ذكر.
٢٩٧٢ ـ الطّفيل بن عمرو بن حممة ـ وقيل : طفيل بن عمرو بن طريف ـ
ابن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس
وقيل : هو الطّفيل بن الحارث ، وقيل : طفيل بن ذي النور الدّوسي (٥)
له صحبة ، وكان سيّدا في قومه ، قتل بأجنادين ، وقيل : باليرموك ، وقيل : قتل باليمامة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمر ، وحدّثنا إسماعيل بن عياش ، حدّثني عبد ربّه بن سليمان ، عن الطّفيل بن عمرو الدّوسي ، قال : أقرأني أبيّ بن كعب القرآن ، فأهديت له
__________________
(١) انظر الطبري ٤ / ٣٥٤ حوادث سنة ١٣٢.
(٢) في الطبري ٤ / ٢٥٣ في حوادث سنة ١٢٦ (الحبشي).
(٣) في الطبري : ميسرة.
(٤) بالأصل : «جيش ابن يزيد» حذفنا «ابن» لأنها مقحمة.
(٥) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٢٣٠ وأسد الغابة ٢ / ٤٦٠ والإصابة ٢ / ٢٢٥ وجمهرة الأنساب ص ٣٨٢ وسير الأعلام ١ / ٣٤٤ وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص ٦٢ ـ ٦٣.