برّة بنت أبي تجراة ، قالت : عرض أبو جهل وعدة معه من كفّار قريش للنبي صلىاللهعليهوسلم فأذوه ، فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجّه ، فأخذوه فأوثقوه ، فقام دونه أبو لهب حتى خلاه ، فقيل لأروى : ألا ترين ابنك طليبا قد صبر نفسه عرضا دون محمّد ، فقالت : خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله ، وقد جاء بالحق من عند الله تعالى ، فقالوا : ولقد اتّبعت محمّدا (١)؟ فقالت : نعم ، فخرج بعضهم إلى أبي لهب ، فأخبره فأقبل حتى دخل عليها ، فقال : عجبا لك ولاتّباعك محمّدا ، ولتركك دين عبد المطّلب ، فقالت : قد كان ذلك ، فقم دون ابن أخيك فاعضده وامنعه ، فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه أو تكون على دينك ، وأن تصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك ، فقال أبو لهب : ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بدين محدث ثم قال : ثم انصرف أبو لهب ، قال محمّد : وسمعت غير محمّد بن عمر يذكر أن أروى قالت يومئذ :
إنّ طليبا نصر ابن خاله |
|
آساه في ذي دمه وماله |
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأ أبو بكر الصّفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال طليب بن عمير القرشي المدني من بني عبد بن قصي ، وأمّه أروى بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف ، شهد بدرا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قتل يوم أجنادين بالشام سنة ثلاث عشرة ، وهو ابن خمس وثلاثين سنة ، قال الواقدي : يكنى أبا عمرو.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا أبو بكر بن عتّاب ، نا القاسم بن عبد الله ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة قال في تسمية من يذكر أنه خرج إلى أرض الحبشة : طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي ، قال : وقتل يوم أجنادين من المسلمين من قريش من بني عبد بن قصي طليب بن عمير.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا محمّد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس ، عن محمّد بن إسحاق (٢) فيمن هاجر إلى أرض الحبشة طليب بن عمير ، وقال موسى بن عقبة ، عن
__________________
(١) بالأصل محمد.
(٢) سيرة ابن إسحاق ص ١٥٦ رقم ٢١٨.