«أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الجنة» ، قال : قلنا : وثلاثة؟ قال : «وثلاثة» ، قال «واثنان» (١) ، ثم لم أسأله عن الواحد [٥٣٩٦].
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي ، أخبرني جعفر بن أحمد بن معدان ، نا الحسن بن جهور ، نا القاسم بن عروة ، عن ابن دأب ، قال :
قدم أبو الأسود الدّيلي على معاوية بن أبي سفيان بعد مقتل علي بن أبي طالب ، وقد استقامت له البلاد ، فأدنى معاوية مجلسه ، وأعظم جائزته ، فحسده عمرو بن العاص ، فقدم على معاوية ، فاستأذن عليه في غير مجلس الإذن ، فأذن له ، فقال له معاوية : يا أبا عبد الله ما أعجلك قبل وقت الإذن؟ قال : يا أمير المؤمنين أتيتك لأمر (٢) قد أوجعني وأرّقني وغاظني وهو من بعد ذلك نصيحة لأمير المؤمنين ، قال : وما ذاك يا عمرو؟ قال : يا أمير المؤمنين إنّ أبا الأسود رجل مفوّه له عقل وأدب من مثله الكلام يذكر ، وقد أذاع بمصرك من الذكر لعليّ ، والبغض لعدوّه ، وقد خشيت عليك أن يثرى في ذلك حتى تؤخذ بعنقك ، وقد رأيت أن ترسل إليه فترهبه وترعبه وتسبره وتخبره ، فإنك من مسألته على إحدى خبرتين : إما أن تبدي لك صفحته فتعرف مقالته ، وإمّا أن يستقبلك فيقول ما ليس من ورائه فيحتمل ذلك عنه فيكون لك في ذلك عاقبة صلاح إن شاء الله تعالى ، فقال معاوية : أم والله لقلّ ما تركت رأي لرأي امرئ قط إلّا كنت فيه ، وبين أن أرى ما أكره ، ولكن إن أرسلت إليه فساءلته فخرج من مساءلتي بأمر لا أجد عليه مقدما ، ويملأني غيظا لمعرفتي بما يريد ، وإنّ الأمر فيه أن نقبل فيه ما أبدى من لفظه ، فليس لنا أن نشرح عن صدره وندع ما وراء ذلك يذهب جانبا ، قال عمرو : أنا صاحبك يوم رفع المصاحف نصفين ، وقد عرفت رأي وليست أرى خلافي وما آلوك خيرا ، فأرسل إليه ولا تفرش مهاد العجز ، فتتخذه وطيئا ، فأرسل معاوية إلى أبي الأسود فجاء حتى دخل عليه ، فكان ثالثا ، فرحب به معاوية وقال : يا أبا الأسود خلوت أنا وعمرو فتشاجرنا في أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم وقد أحببت أن أكون من رأيك على يقين ، قال : سل يا أمير المؤمنين عما بدا لك ، قال : يا أبا الأسود أيهم كان أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال :
__________________
(١) كذا بالأصل ، وقد سقط السؤال.
(٢) بالأصل : «الأمر».