للصلاة ، فطرحتها فقال لي أبي : يا حبيبي من أين لك هذه؟ قال : فأخبرته الخبر ، فقال لي : هذا إذا طلحة بن عبد الله بن عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف ، قال : وكان أبي إذا راح إلى المسجد أنام حتى ينصرف من العصر ، قال : فانصرف من العصر ، فقال : يا حبيبي خبّرتك أن الرجل طلحة بن عبد الله بن عوف لقيني السّاعة في المسجد ، فسلّمت عليه.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا نصر بن البزار ، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن دريد ، نا الرّياشي ، نا ابن سلّام ، قال :
مر طلحة بن عبد الله بن عوف بن أخي عبد الرّحمن بن عوف بدار ابن أذينة السّاعة وهو ينادي عليها ، فقال : إن دارا قعدنا فيها وتحدّثنا في ظلها لمحقوقة أن تمنع من البيع ، فبعث إلى ابن أذينة بثمنها ، وأغناه عن بيعها.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، نا أحمد ، نا الزّبير قال :
وقال شيخ من قريش : أعطى السلطان طلحة بن عبد الله بن عوف سبعة آلاف درهم فخرج بها معه غلام ، فلقيه أعرابي حديث عهد بعلّة ، فقال له : أعنّي على الدّهر ، فقال : يا غلام انثر ما معك في كساء الأعرابي ، فذهب يقلها ، فعجز عنها ، فقعد يبكي ، فقال : ما يبكيك ، لعلك استقللت ما أعطيناك؟ قال : لا والله ، ما بكيت استقلالا لها ، ولكنّي نظرت في يسير ما سألتك مع جزيل ما أعطيتني وتفكّرت فيما تأكل الأرض من كرمك ، فأبكاني ذلك.
قال : ونا الزّبير بن بكّار ، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد الله الزّهري ، عن بحر بن جعفر مولى أبي هريرة قال : قدم الفرزدق المدينة زائرا لطلحة بن عبد الله بن عوف ، وقد توفي طلحة ، وهو لا يشعر ، فوجد رجلا خارجا من المدينة والفرزدق داخلها ، فسأله عن أخبار الخلق فقال : توفي طلحة بن عبد الله بن عوف ، وقد توفي طلحة وهو لا يشعر (١) ، فقال له : بفيك التراب والحجر ، ودخل من رأس الثنية يولول يقول : يا أهل المدينة كيف تركتم طلحة يموت.
__________________
(١) قوله : «وقد توفي طلحة وهو لا يشعر» كذا مكرر بالأصل.