العربي والعالم الإسلامي ، فأكبر الفضل في ذلك عائد إلى الأزهر. وقد استطاعت مصر لحسن الطالع بفضل أزهرها ان تحمي هذا التراث نحو ثلاثة قرون ، حتى انقضى العصر التركي بمحنه وظلماته ، وقيض لها أن تبدأ منذ اوائل القرن التاسع عشر حياة جديدة بمازجها النور والأمل
وربما كانت هذه المهمة السامية التي ألقى القدر زمامها الى الجامع الأزهر في تلك الأوقات العصيبة من حياة الأمة المصرية ، والعالم الإسلامي بأسره ، هي أعظم ما أدى الأزهر من رسالته ، وأعظم ما وفق لإسدائه لعلوم الدين واللغة خلال تاريخه الطويل الحافل.
نصيب الأزهر من التعمير في هذا العصر :
في عام ١٠٠٤ ه أيام ولاية الشريف محمد باشا على عمر الأزهر ، وجدد ما خرب منه ، ورتب فيه غذاء للفقراء.
وفي عام ١٠١٤ عمر الوزير حسن والي مصر مقام السادة الحنفية أحسن عمارة وبلطة بالبلاط الجيد ، وقد تولى مصر من عام ١٠١٤ ـ ١٠١٦ ه.
وجدد اسماعيل بن إيواظ سقف الجامع الأزهر الذي كان آيلا للسقوط ، وقد مات اسماعيل عام ١١٣٦ ه ومن آثاره إنشاء مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي ومسجد سيدي علي المليجى.
وأنشأ الأمير عبد الرحمن كتخدا مقصورة في الأزهر مقدار النصف طولا وعرضا يشتمل على خمسين عمودا من الرخام تحمل مثلها من البوائك المقوصرة المرتفعة المتسعة من الحجر المنحوت وسقف أعلاها بالخشب النقي ، وبنى به محرابا جديدا ، وأنشأ به منبرا وأنشأ له بابا عظيما جهة حارة كتامة المعروف بالدوداري وهو المشهور اليوم بباب الصعايدة وبنى بأعلاه مكتبا بقناطر معقودة على أعمدة من الرخام لتعليم الأيتام من أطفال المسلمين القرآن الشريف وجعل بداخله رحبة متسعة وصهريجا عظيما وسقاية للشرب ، وعمل لنفسه مدفنا بتلك الرحبة وجعل