عام ١٧٥ ه ، وهاجر اليها الإمام الشافعي (١) المتوفى عام ٢٠٤ ه ، وخلفه البويطي المصري المتوفى عام ٢٣١ ه (٢).
وقد نمت الحركة العلمية في الفسطاط ، وكثرت الحلقات في مسجد عمرو الذي كان مركزا علميا لنشر الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة ..
وكبرت هذه الحركة العلمية واتسعت ، ونمت وازدهرت ، وأم هذا المسجد الجامع كثير من العلماء الأعلام ، والأئمة المجتهدين ، ممن أفادوا العالم الإسلامي ، وأدوا له خدمة صادقة في ميادين الدين والشريعة ، واللغة والعلوم .. وأشهر هؤلاء : عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن لهيعة ، ثم الليث بن سعد .. وقد كان للإمام محمد بن إدريس الشافعي بمسجد عمرو زاوية يدرس فيها مذهبه ، ويدون آراءه ، وعلى يديه تخرج كثير من العلماء الفضلاء الذين دونوا مذهبه ، ونشروا علمه : كالربيع بن سليمان ، والمازني ، والبويطي ، وغيرهم .. وكان أبو تمام يسقي الماء في جامع عمرو ، وفيه كانت دراسته الأولى.
وقد انتشر المذهب الشافعي في مصر على يدي الشافعي وتلاميذه ، ومن قبل كانت السيادة للمذهب المالكي ، الذي كان أول من أدخله إلى مصر عثمان بن الحكم الجذامي (٣) المتوفى عام ١٦٣ ه. كما كان أول محاولة لنشر المذهب الحنفي فيها على يد القاضي إسماعيل بن سميع الكندي (٤) ، الذي ولاه العباسيون قضاء مصر عام ١٦٤ ه ، فعمل على نشر مذهب أبي حنيفة فيها ، وكرهه المصريون من أجل ذلك كرها شديدا.
ويذكر السيوطي في كتابه حسن المحاضرة كثيرا ممن كانوا بمصر من
__________________
(١) راجع ج ١٢١ ج ١ حسن المحاضرة وما بعدها ، ١٣٨ ج ١ ابن خلكان.
(٢) راجع ١٢٣ ج ١ حسن المحاضرة وما بعدها.
(٣) ١٩٠ ج ١ حسن المحاضرة.
(٤) ١٩٦ ج ١ المرجع