خطبة الشيخ على المليجي في مسجد أسيوط حيث كان يحض المصلين على الغزو والجهاد والتطوع في سبيل نصرة الجيش ، إذ قال :
إن الانجليز قد طاشت عقولهم ، وعميت بصائرهم ، فلم يحسنوا الضروريات ، فساموا بسوق أموالنا وديارنا نفيسها ، وساقوا إلينا من زيف المعارضات خسيسها. وقابلوا عيشنا بخداع ، وفتشوا أكتافنا لغدر أضمروه ليوم النزاع ، ونحن لما جبلنا عليه من محاسن الإيمان. وفينا لهم بعقد الذمة والأمان. فعاملناهم بالحسنى ، وجبرنا ما كان منهم ضعفا ووهنا ، فلما صحت أبدانهم ، وعمرت أوطانهم ، لم يقنعوا ، فعاد عليهم سوء الحال بالانقلاب ، فخربوا بيوتهم بأيديهم من غير زعزعة منا ولا اضطراب.
وهكذا خاتمة أهل السوء والفحشاء.
وقد بذل العلماء جهودا كبيرة ، في سبيل الدفاع القومي ، فدعوا إلى التطوع في صفوف الجيش المصري وإمداده بالمؤن والتبرعات. وكان من أبرزهم الشيخ محمد عبده ، والشيخ حسن العدوي ، والسيد عبد الله النديم الذي كان لسان الثورة الناطق والذي كان يستدعى للخطابة بالبرق ، حتى لقب بخطيب الثورة ، بل (خطيب الشرق).
وبعد انتهاء الثورة العرابية قبض على زعمائها وعلى المشتركين فيها وقدموا للمحاكمة وهذا بيان بالعلماء الذين قبض عليهم والأحكام التي صدرت ضدهم ، وأمام كل منهم اسم البلد التي اختارها لمنفاه (١) :
الشيخ عبد الرحمن عليش ، وقد نفى خمس سنوات خارج القطر المصري بالآستانة.
الشيخ عبد القادر قاضي مديرية القليوبية ، وقد نفى أربع سنوات خارج القطر المصري ببيروت.
__________________
(١) الثورة العرابية الرافعي صفحة (٩٤٠) وما بعدها