ودخل التطور في الأزهر بأوسع نطاق ، فأعيدت عام ١٩٥٧ أقسام الدراسات العليا من الأزهر ، وأسهم الأزهر في مختلف وجوه النشاط من العالم الإسلامي ، وزيدت بعثاته العلمية إلى الدول العربية والإسلامية ، واستقبل ألوف الشباب من أبناء العالم العربي والاسلامي ليتثقفوا في معاهده وكلياته على خيرة الأستاذة وليعودوا إلى بلادهم أئمة ومرشدين في شتى علوم الدين والعربية وذهب الشيخ تاج شيخ الأزهر في رحلة إلى باكستان والهند وأندونيسيا ، ثم ذهب من بعده الشيخ شلتوت في رحلة إلى الفليبيين والملايو. وفي عهده أنشئت إدارة للبحوث والثقافة الاسلامية.
وجاء دور التنظيم الجديد ، تطوير الأزهر فسنّ جمال عبد الناصر قانون الأزهر ، الذي صدر في ١٨ يوليو ١٩٦١ ، ونص فيه على ما يلي :
١ ـ إنشاء كليات للدراسات الإسلامية ، وكلية للدراسات العربية.
٢ ـ إنشاء كليات جديدة للطب والهندسة والزراعة والإدارة والمعاملات في الأزهر.
٣ ـ إطلاق اسم جامعة الأزهر على كلياته الحالية وما يجد من كليات.
٤ ـ انشاء مجلس أعلى لجامعة الأزهر ، ومجلس أعلى للأزهر.
٥ ـ انشاء مجلس إسلامي أعلى.
ووضعت مناهج جديدة للمعاهد الأزهرية ولكليات جامعة الأزهر ، وصارت اللغات مواد أساسية في جميع سنى الدراسة ، وكانت هذه المواد من قبل لا تنال عنايتها من المنهج ولا من الدراسة.
هذه هي الثورة الضخمة .. التي دبت في أروقة الأزهر ومعاهده وكلياته ، ثورة بانية ، تريد إيجاد رجل الدين المثقف الواعي المستنير ، وتريد أن يسلح رجل الدين بسلاح العصر القوي المتين.