محمد بن عبد الله الخرشي المالكي ، والخرشي نسبة لبلدة يقال لها أبو خراش من البحيرة بالديار المصرية ، انتهت إليه الرياسة في مصر حتى لم يبق بها في آخر عمره إلا طلبته ، وكان متواضعا عفيفا واسع الخلق كثير الأدب والحياء كريم النفس حلو الكلام كثير الشفاعات عند الأمراء مهيب المنظر دائم الطهارة كثير الصمت كثير الصيام والقيام زاهدا ورعا متقشفا في مأكله وملبسه ومفرشه ، وكان لا يصلي الصبح صيفا وشتاء إلا بالجامع الأزهر ، وكان يقضي مصالحه من السوق بيده ومصالح بيته في منزله ، يتعمم بشملة صوف بيضاء ، وكانت ثيابه قصيرة على السنة المحمدية واشتهر في بلاد الأرض من بلاد الغرب والتكرور والشام والحجاز والروم واليمن ، وكان يعير من كتبه من خزانة الوقف بيده لكل طالب مع السهولة ايثارا لوجه الله تعالى ، ولا يمل في درسه من سؤال سائل ، وكان أكثر قراءته بالأقبغاوية ، وكان له في منزله خلوة للعبادة ، ومن مشايخه : على الاجهوري وإبراهيم اللقاني ، ووالده الشيخ عبد الله الخرشي ، ومات في ٢٧ ذي الحجة ١١٠١ ه ودفن مع والده بقرب مدفن سيدى محمد البنوقري بواسطة قرافة المجاورين. وله شرحين على متن خليل ، وكتاب في الكلام وهو أول شيخ تولى مشيخة الأزهر الشريف ، وكان في العلم غاية لا تنال .. ويقول الشيخ منصور رجب من مقال نشره عنه في مجلة الأزهر :
أول شيخ تولى مشيخة الأزهر هو الشيخ محمد عبد الله علي الخرشي المالكي المتوفى سنة ١١٠١ ه نسبة إلى قرية من قرى مديرية البحيرة اسمها «أبو خراش». وهذه القرية يقول عنها المرحوم علي مبارك باشا في خططه (١) : «إنها بقسم شبراخيت واقعة في بحرى الكوكبة بنحو ستمائة متر ، وفي قبلى «محلة نابت» بنحو ثمانمائة متر ، وابنيتها باللبن ، وبها جامع ضريح لولى عليه قبة ، وفي مشرقيها ضريح سيدى عطية ، وبها إبعادية لمنصور باشا يكن ، وفيها ـ لعمدتها محمد عمر ـ دوار ومضيفة
__________________
(١) ج ٩ ص ٢١