تعطيل الأداة الصالحة لفهم القرآن والحديث ، وهما عماد الدين وإليهما يرجع المسلمون».
«وفي جواز التعريب ضياع أخص مميزات الجنس العربي ؛ لأن الجامعة الجنسية لا تكون بغير اللسان العام الذي يتفاهم به الجميع على السواء. فلو تساهل كل شعب في استعمال ألفاظ أعجمية لضاعت روابط الجنسية ، وأصبح لكل شعب لسان خاص».
وأما أن التعريب يوحد لغة العلم ويحفظ للمخترع اسمه فكلام لا يلتفت إليه ؛ فإن اتحاد لغة العلم إنما يكون إذا اتحدت أبجديات الأمم وهي مختلفة جدا. وحفظ اسم المخترع لا نبالي به إذا كان في عدم الالتفات إليه صيانة اللغة العربية».
«هذا حاصل كلام الفريقين باختصار. وأرى أنه إذا أمكن باتخاذ الوسائل المتقدمة أو باتخاذ وسائل أخرى غيرها أن تنهض اللغة العربية للدلالة على جميع المعاني والمستحدثات العصرية فلا نقدم على التعريب حفظا للغتنا العربية التي هي أداة فهم القرآن والحديث اللذين هما أساس الدين وعماده. وإن لم يمكن أن تقوم اللغة بعد اتخاذ الوسائل بالدلالة على جميع المعاني أقدمنا على التعريب بقدر الحاجة فقط ، مع المحافظة على اللغة الفصحى ، بأن نذكر اللفظ ونذكر بجانبه معناه ، وأنه مما عرب للدلالة عليه ، ونبين تاريخ التعريب ، فيكون ما وضعه المتقدمون معروفا ، وما ألحق باللغة معروفا ، فتتحقق المحافظة على الموروث عن السلف».
وأراني قد ألممت ببعض حياته في الأزهر ، وسألم ببعض حياته في المجمع.
دخل الشيخ ـ رحمه الله ـ المجمع لأول نشأته في سنة ١٩٣٤ م فاختير في معظم لجانه ، وشارك في بحوثه ، وكان من الرعيل الأول الذين أرسوا قواعد المجمع وأقاموا عمده. وكان له فيما يعرض في اللجان