«نريد تخريج تبريز لأئمة في اللغة وفروعها وأئمة في الفقه وأصوله ، نريده تخريجا أساسه النطر العميق والاجتهاد العلمي الذي يكون الشخصية الفقهية والشخصية اللغوية العربية ، لا نريده تخريجا نلتزم فيه مخلفات الماضي من آراء ومذاهب بل يجب أن نجتهد وأن نؤمن بأن حاجة اليوم في الفقه واللغة وعقائد الدين غيرها بالأمس ، وأن نؤمن بأن فضل الله في كل ذلك لم يكن وقفا على الأولين».
ونستعير من أسلوب الفقيد فنقول إن الاجتهاد كما أراده هو الاجتهاد بعناصر «شخصيته» على تمامها كما ينبغي أن يضطلع به المجتهد في جميع العصور ، وهو أتم من ذلك بالنسبة إلى عصرنا هذا الذي نعيش فيه ، وبالنسبة إلى العصر المقبل الذي يواجهه المجتهدون عما قريب.
فما من عنصر من عناصر الاجتهاد إلا قد ظهر له في هذا العصر باعث يستدعيه لم يكن ظاهرا بهذا الجلاء وهذه الضرورة في عصر من عصوره الماضية.
فها هنا عنصر النظرة الموحدة إلى الكتاب المبين في العصر الذي ارتفعت فيه حواجز الاستعمار الأجنبي ووجب أن تحل في مكانها روابط القربى بين أمم الإسلام على تباعد الديار وتباعد الشيع والمذاهب التي لا بقاء لها مع توحيد النظرة إلى كتاب المسلمين أجمعين ..
وها هنا عنصر اللغة في عصر النهضة العربية وقوامها كله نهضة الثقافة العربية التي تتحد بها ثقافة الإسلام في جميع اللغات.
وها هنا عنصر «الاستقلال» في عصر الحرية الفكرية أو عصر «الإنسان» الحر في الجماعة الحرة ، وقد مضت الجماعات في طريقها إلى الخلاص من طغيان الاستبداد وطغيان الاستقلال.
وها هنا العصر الذي أصبح فيه معهد الإسلام الأكبر كما قال الشيخ رحمه الله : «يضم السوداني ، والمغربي ، والحبشي ، واليمني ، والشامي ،