الشائعة من أربعة الحوانيت المتلاصقة التي بفسطاط مصر بالراية أيضا بالموضع المعروف بحمام الفار ، وتعرف هذه الحوانيت بحصص القيسي بحدود ذلك كله وأرضه ، وبنائه وسفله وعلوه وغرفه ومرتفقاته وحوانيته وساحاته وطرقه وممراته ، ومجاري مياهه ، وكل حق هو له داخل فيه وخارج عنه ، وجعل ذلك كله صدقة موقوفة محرمة محبسة بتة ، لا يجوز بيعها ولا هبتها ولا تمليكها ، باقية على شروطها ، جارية على سبلها المعروفة في هذا الكتاب ، لا يوهنها تقادم السنين ولا تغير بحدوث حدث ، ولا يستثنى فيها ولا يتأول ، ولا يستفتى بتجدد تحبيسها مدى الأوقات ، وتستمر شروطها على اختلاف الحالات حتى يرث الله الأرض والسماوات ، على أن يؤجر ذلك في كل عصر من ينتهي اليه ولايتها ويرجع إليه أمرها بعد مراقبة الله واجتلاب ما يوفر منفعتها من إشهارها عند ذوي الرغبة في إجارة أمثالها ؛ فيبتدأ من ذلك بعمارة ذلك على حسب المصلحة وبقاء العين ومرمته ، من غير إجحاف بما حبس ذلك عليه ، وما فضل كان مقسوما على ستين سهما.
من ذلك الجامع الأزهر بالقاهرة المحروسة المذكور في هذا الاشهاد الخمس والثمن ونصف السدس ونصف التسع ، يصرف ذلك فيما فيه عمارته ومصلحته ، وهو من العين المعزى الوازن ألف دينار واحدة وسبعة وستون دينارا ونصف دينار وثمن دينار ، ومن ذلك للخطيب بهذا الجامع أربعة وثمانون دينارا ، ومن ذلك لثمن ألف ذراع حصر عبدانية تكون عدة له بحيث لا ينقطع من حصره عند الحاجة إلى ذلك ، ومن ذلك لثمن ثلاثة عشر ألف ذراع حصر مظفورة لكسوة هذا الجامع في كل سنة عند الحاجة إليها مائة دينار واحدة وثمانية دنانير ، ومن ذلك لثمن ثلاثة قناطير زجاج وفراخها اثنا عشر دينارا ونصف وربع دينار ، ومن ذلك لثمن عود هندي للبخور في شهر رمضان وأيام الجمع مع ثمن الكافور والمسك وأجرة الصانع خمسة عشر دينارا ، ومن ذلك لنصف قنطار شمع بالفلفلي سبعة دنانير ، ومن ذلك لكنس هذا الجامع ونقل التراب وخياطة الحصر وثمن الخيط وأجرة