شجرة الدر موته ، حتى حضر ابنه الملك المعظم توران شاه فتولى الملك في ذي القعدة عام ٦٤٧ ه ، وقاتل الإفرنج وكسرهم ، وكان في عسكر المسلمين الشيخ عز الدين بن عبد السلام ، وأسر الملك لويس السادس ملك فرنسا ، وحبس في دار ابن لقمان بالمنصورة ثم نفرت قلوب الجيش من توارن شاه فقتلوه في ١٧ محرم عام ٦٤٨ ه ، وولوا شجرة الدر مكانه وكان يخطب لها على المنابر بعد الدعاء للخليفة العباسي ، ولم يل مصر امرأة في الإسلام قبلها ، ولما وليت تكلم الشيخ عز الدين بن عبد السلام في بعض تصانيفه على ما إذا ابتلي المسلمون بولاية امرأة ، وأرسل الخليفة العباسي المستعصم يعاتب أهل مصر في ذلك ، وأقامت شجرة الدر في المملكة ثلاثة أشهر ثم عزلت نفسها ، واتفق القواد على أن يملكوا الملك الأشرف موسى بن صلاح الدين يوسف بن المسعود بن الملك الكامل فملكوه في جمادى الأولى عام ٦٤٨ ه ، وجعلوا عز الدين أيبك التركماني مملوك الملك الصالح قيما عليه ، وعظم شأن المماليك الأتراك من يومئذ ، وفي عام ٦٥٢ ه خلع عز الدين الملك الأشرف واستقل بالملك ، وهو أول من ملك مصر من المماليك الأتراك ، وتزوج شجرة الدر ، ثم خطب عليها ابنة صاحب الموصل ، فقتلته شجرة الدر عام ٦٥٥ ، وخلفه ابنه المنصور ، حتى قضى على ملك الدولة الأيوبية الأمير يوسف الدين قطز ، الذي لقب نفسه بالملك المظفر ، وذلك عام ٦٥٧ ه.
ومن الجدير بالذكر أن ملوك الدولة الأيوبية كانوا يتلقون مراسيم ولايتهم من خلفاء بغداد العباسيين ، مع استقلالهم السياسي والإداري على خلافة بغداد.
الأزهر في عهد الدولة الأيوبية :
بزوال الدولة الفاطمية من مصر وقيام الدولة الأيوبية مقامها ، انمحت معالم الفقه الإسماعيلي الشيعي ، فقد غالى الأيوبيون في القضاء على كل