الأزهر في هذا العصر
١ ـ في عهد السلطان بيبرس والسلاطين بعده :
في سنة ٦٦٥ جدده الأمير عز الدين ايدمر الحلي بسبب أنه كان مجاورا له بالسكنى ، وكانت داره مكان الأقبغاوية المجعولة مكتبة الأزهر الآن ، فراعى حرمة الجوار وانتزع له أشياء كانت مغصوبة وأحاط أموره حتى جمع له شيئا صالحا مع ما تبرع به له من المال الجزيل ، وأطلق له من السلطان جملة من المال وشرع في عمارته ، فعمر الواهي من أركانه وجدرانه وأصلح سقوفه وبلطه وفرشه وكساه ، حتى عاد حرما بعد أن كان باليا ، واستجد به مقصورة حسنة وترك آثارا صالحة .. وكذا عمل فيه الأمير بيلبك الخازندار مقصورة كبيرة رتب فيها جماعة من الفقهاء لقراءة الفقه على مذهب الشافعي ومحدثا يسمع الحديث النبوي ، ووقف على ذلك الأوقاف الدرارة ورتب به سبعة لقراءة القرآن ومدرسا ، وأقيمت فيه الجمعة يومئذ ، وحضر فيه الأمراء والكبراء والعلماء ، وكان يوما مشهودا ، وبعد الفراغ من الجمعة قام الأمير عز الدين إلى داره ومعه الأمراء فقدم لهم موائد الطعام ، وكان قد أخذ فتاوى من العلماء بجواز الجمعة فيه.
وهذا أول افتتاح الأزهر لصلاة الجمعة بعد انقطاعه منه في عصر الدولة الأيوبية.
وفي شهر الحجة سنة ٧٠٢ ه حدثت زلزلة شديدة بديار مصر فسقط الجامع الأزهر والجامع الحاكمي وجامع عمرو ، وغيرها ، فتقاسم أمراء