كبير من الرخام الابيض ، قيل لنا ، انه يضم رفاق القديس يعقوب النصيبي (١) ورأينا كتبا مقدسة ، لكن الدود كان قد عبث بها فخرمها. ولم تكن تقام المراسيم الطقسية في الكنيسة على الدوام ، وكان الارمن واليعاقبة يتناوبون في اقامة الطقوس فيها. وفي فناء الكنيسة قبور لثلاثة مرسلين (اوروبيين) توفاهم الله اثناء مرورهم بهذه المدينة.
ان مياه هذه المدينة غير مستساغة ، بالرغم من ان جداول عديدة تمر في أراضيها وتسقي حقولها ومزارعها.
في الثامن والعشرين من تموز مررنا ب «ملالي» Malali وفي التاسع والعشرين قدمنا الى قنجا (؟) Cangia وفي اليوم التالي نزلنا في البرية ، وكان الماء قد شح ، وهذا القليل كان عفنا فقد جمعناه من حفر آسنة ، فحاولنا تصفيته ... في صباح اليوم التالي مررنا بقلعة متهدمة ، اسمها ـ ان لم تخنني الذاكرة ـ هيرناجيوني (؟) Hernagioni وكان الماء هناك غزيرا.
لقد حاول مصرف دار الاغا ان يبتز المال منا ، فتمصلت من إلحاحه متذرعا بمختلف الحجج ، خوفا من ان يقتدي به الخدام الاخرون ، ثم فكرت انه من الاحسن ان اقدم له خمسة غروش ، لانه اخذ يهدد ويتوعد ...
وبينما كنا نسير في الليلة التالية بانت امام اعيننا معالم مدينة الموصل القديمة ومحلاتها المطلة على دجلة. ولما انبلج الصبح دخلت المدينة مع قافلة اخرى كانت تنتظر قرب المدينة. فتركت «الخزنة» واصحابها في القلعة.
اما نحن والارمن وبعض انفار القافلة فقد ذهبنا الى خان كان يتولى امره رجل يعقوبي ، قدم لنا خدمات مشكورة.
__________________
(١) راجع الملحق رقم (٤).