زرت في الموصل كنيسة لليعاقبة (١) ويبلغ عددهم ٥٠٠ (نفس) (٢).
وكان مطران الجماعة الكاثوليكية غائبا عن المدينة ، فقد حدثت بينه وبين افراد ملته مناقشات ، ترك على اثرها المدينة وذهب الى ماردين.
رأيت كنيسة النساطرة (٣) ، وهي صغيرة جدا ويبلغ عدد النساطرة في الموصل نحو ١٠٠٠ نسمة. لكنهم يعدون بكثرة في الجبال القريبة من المدينة ، اذ يبلغ عددهم هناك نحو اربعين الفا ، يعيشون في مختلف القرى الجبلية ، وبالامكان اعادتهم الى احضان الكنيسة المقدسة بجهود بعض المرسلين الغيورين ، لكن ابليسا اللعين استطاع ، لسبب تافه لا يذكر ، ان يبعد الاباء الكبوشيين (٤) الذين كانوا في هذه المدينة من اجل تلك الغاية ...
كان المناخ حارا لا يحتمل ليلا ونهارا ، فالخان عبارة عن بناء مغلق ، وليس للغرفة نوافذ ، ارسلت فاستدعيت بعض اقارب سليمان وابنه ، اما سليمان هذا (٥) فقد كان احد مرافقي الاب برنارد ديستل P.Bernnardo
__________________
(١) لم يذكر المؤلف اسم الكنيسة التي زارها ، فلليعاقبة اكثر من كنيسة في الموصل.
انظر : سليمان الصائغ (المطران) : تاريخ المصول ج ٣ ص ٨٨٠٠٠ الخ.
Fiey : MOssoul Chretienne P. ٦٣١ SS.
(٢) لا نعلم ايشير المؤلف الى عدد الأنفس ام الى عدد الاسر ، المرجح هو عدد الانفس.
(٣) للنساطرة اكثر من كنيسة مهمة واثرية في الموصل ، لا تزال قائمة الى اليوم اقرأ عنها في المرجعين المذكورين اعلاه.
(٤) الرهبان الكبوشيون هم من مريدي طريقة القديس فرنسيس الاسيزي. وجاء اسمهم من القلنسوة التي تغطي رؤوسهم (Cappuccio كابوشيو) ، وقد قدم بعضهم الى الموصل نحو سنة ١٦٣٦ ثم اضطروا الى تركها (نصري : ذخيرة الاذهان ج ٢ ص ١٩٦) ، ثم عادوا الى الموصل سنة ١٦٦٢ ـ ١٦٦٤ كما ذكر الرحالة تيفنو الفرنسي (مع الشكر للصديق الكريم الاب منصور ليكونت الدومنيكي الذي نقل الينا هذه الملاحظة) ، وبارحوها نهائيا نحو سنة ١٧٢٥.
(٥) رجل موصلي من عائلة البناء التقى به سبستياني في نابولي (الرحلة ص ١١).
سافر اكثر من مرة الى روما ، وتوفي في القدس الشريف في نهاية سنة ١٦٦٩ انظر الهامش ٢ و ٦ ص ٧٨ من كتاب :