مجموعة من الجياد الاصيلة ، وشاهدت الشرطة الخيالة وهي تتمرن على سباق رمي الرماح ، ثم رأيت الباشا نفسه يمارس هذا السباق مع جنوده (١).
يجري عند خروج الوالي من السراي استعراض فخم ، فيسير الموكب على صوت الابواق والطبول ، مع ثلة من العسكر الخيالة الرفيعة ، ويلبس العسكر وكبار الموظفين ازياء غريبة متنوعة خاصة جلود النمور الرائعة وقماش الاطلس الجميل.
كان الباشا بوسني Bosnese (٢) انكشاريا ، اعني ابن نصارى. ويتألف معظم افراد حرسه الخاص من ابناء مسقط راسه ، وكان الباشا يكن للاباء الكبوشيين احتراما كبيرا ، لان احدهم كان طبيبا ماهرا ، وقد عالجه فشفاه من مرض كان قد ابتلي به (٣) ، ولذا اخذ الوالي يرسل لهم يوميا صدقة طيبة ، وكان قاضي «بغداد» ورئيس الانكشاريين والمفتي يقتدون به «في تقديم الهبات» ولما تراكمت الصدقات وفاضت عن حاجة الاباء اخذوا يوزعونها على فقراء المسيحيين. ويبلغ عدد المسيحيين الكاثوليك في بغداد نحو ٣٠ او ٤٠ (نفسا؟
__________________
ـ (العراق في القرن السابع عشر ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد (بغداد ١٩٤٤) ص ٧٢) وكذلك تيفنو (وقد شرعنا بترجمة رحلته الى العربية) ، اما الان فلا نسمع بوجود الأسود في العراق.
(١) «... وصار يمارس الصيد ويقضي اوقاته بالنزهة هنا وهناك» كلشن خلفا ص ٢٥٠ ، «وكان اذا أبل من مرضه خرج الى الصيد وركوب الخيل وما الى ذلك من وسائل الرياضة البرائية. وكان ذا حظ كبير في الشجاعة المعنوية ...» كوك : بغداد مدينة السلام ج ٢ ص ٤٦ ـ ٤٧ ، عباس العزاوي : تاريخ العراق بين احتلالين ج ٥ ص ٥٤.
(٢) مقاطعة جبلية في البلقان ، سكانها صقالبة. خضعت فترة طويلة للحكم العثماني حتى سنة ١٨٧٨ ، وهي الآن احدى جمهوريات يوغسلافيا المتحدة.
(٣) اجمع المؤرخون على ان الوالي ابتلي بامراض مختلفة ، جاء في كلشن خلفا ص ٢٥٠ «من سوء طالعه ... انه قضى النصف الاول من مدة حكمه بالامراض». وكذلك كوك المرجع السابق ، ولونكريك : اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ص ١١١. اما شفاؤه فان مؤلف كلشن خلفا ينسبه الى درويش صوفي اسمه مصطفى دده الخراباتي ، وهذا ما يقوله ايضا العزاوي : المرجع المذكور ص ٥٢ ـ ٥٣.