اكتساب ثقة بطريرك اليعاقبة ، الذي ، كان مستعدا لتلبية طلبات القنصل نظرا لافضاله عليه ، ولما كان كرسي حلب الاسقفي لليعاقبة شاغرا ، فقد انتهز الفرصة وحث البطريرك على تعيين اسقف وهو شخص اسمه اندراوس من طائفته نفسها (لكنه كان متشبعا بالتعليم الكاثوليكي نظرا لاحتكاكه بالاباء ـ الكرمليين وكان رجلا ورعا) ، كما طلب من البطريرك بان تجري رسامة اندراوس الاسقفية على يد بطريرك الموارنة في جبل لبنان ، لان اندراوس المذكور كان موجودا هناك. فوعد البطريرك واعطى كلمته ، معتقدا انه لن يكون لوعده انعكاسات او تأثر على المدى البعيد ، وان باستطاعته ان يوقف المطران متى ما يشاء. لكن الاحداث اخذت تجري بسرعة لم يكن يتوقعها ، فهرب من حلب بعد ان امر المؤمنين بان لا يستقبلوا المطران الجديد ابدا ، وكان القنصل المذكور على علاقة طيبة بالباشا وقد سبق ان كسب عطفه ، لذلك طلب منه ان يامر بعودة البطريرك الهارب من ملجئه ويأمره بعد وصوله ان يكتب الى الشعب ليخرج امام المطران اندراوس ، وحصل على كتاب «براءة» للمطران من الوالي (١) ، وعلى كتاب اخر من الباب العالي ...
__________________
(١) انظر الملحق رقم ١٥.