خبيثة بانه يدفع الضريبة عنا ، واخذ يقرعنا بكلمات صارمة!.
اكملنا السفر ، وبعد فترة دخلنا في منطقة ولاية البصرة الجميلة فرأينا صباح احد الايام عددا كبيرا من البجع يحلق فوق رؤوسنا ، فقام البعض وصوبوا النار عليه ، فمنعهم بعض المسافرين المسلمين قائلين ان صيد البجع اثناء طيرانه حرام ...
ثم وصلنا الى منطقة بدأنا نشعر فيها بالمد والجزر ... وفي منتصف ليلة الحادي والعشرين من تشرين الثاني ، اذ كنا نياما ، تعالت صراخات النساء تشق عنان السماء ، فقد كان تيار النهر جارفا ، فاخذ يهز الدانك هزا قويا ، فارتطم الدانك بصخور الساحل ، وتحطمت من جراء الارتطام بعض قطعه ، فتسربت المياه الى داخله وكادت تغرقه. فحل الخوف في نفوس الراكبين ، واخذ الربان يصرخ ، والبعض يبكي ويولول بينما كان اخرون يلطمون وجوههم ، وسارع اخرون إلى تخليص الامتعة ، والحق يقال ان الواحد كان يساعد الاخر من اجل النجاة ، فأشعلت مصباحا كان معي وسألت الاب كوتيفريدو انكان بامكاننا انقاذ الامتعة فأومأ بالايجاب ، وللحال ربطنا الامتعة بسرعة ، واذ لم اكن خبيرا بالسباحة فقد حاولت الاقتراب من الشاطىء بواسطة لوح من الخشب واخيرا رميت نفسي فسقطت على منطقة طينية فانطمرت فيها بينما غمرتني الاوحال ، فحاولت التخلص بكل قواي ، وبعد جهود شاقة استطعت ان اسحب نفسي فارتميت على اليابسة ، وهناك وجدت شابا مسلما ، اومأت اليه ان يذهب لمساعدة الاباء الاخرين ، فاسرع ذاك الشاب الطيب ونزع ثيابه كلها تاركا اياها عندي ، ورمى بنفسه في الماء ، ثم عاد سابحا ومعه الاب كوتيفريدو وهما يتعاونان في حمل الاغراض ...
صباح اليوم التالي وجدنا دانكا ... فركبنا مع اسكندر الارمني والملا والشاب المذكور واحد الجنود وكان اسمه قادر باشا ، فأكملنا سفرنا دون خوف من الاعراب او اي شخص آخر ، ثم ابدلنا الدانك في Amma ، وفي القرنة وقد اوقفنا الشاهبندر في القرنة مدة خمس وعشرين ساعة ، واخيرا وصلنا الى البصرة بعد ايام اربعة ، وكان ذلك اليوم عيد القديسة كاثرينة (اي