أبو عبد الله الجمحي ، حدّثني أبو البيداء قال (١) :
كان ذو الرمة يشبّب بميّ بنت (٢) طلبة بنت قيس بن عاصم المنقري وكانت كثيرة (٣) أمة مولده لآل قيس بن عاصم وهي أم سهم بن بردة الذي قتله سنان بن مخيّس القشيري أيام محمّد بن سليمان فقالت كثيرة (٤)(٥) :
على وجه ميّ مسحة من ملاحة |
|
وتحت الثياب الخزي لو كان باديا |
ألم تر أنّ الماء يخبث (٦) طعمه |
|
ولو كان لون الماء في العين (٧) صافيا |
ونحلتهما ذا الرمة ، فامتعض من ذلك ، وحلف بجهد أيمانه ما قالهما ، وقال : تالله كيف أقوله وقد قطعت دهري ، وأفنيت شبابي أشبب بها وأمدحها ، ثم أقول هذا؟ ثم اطّلع على أن كثيرة (٨) ، قالتهما ، ونحلتهما (٩) إياه.
قال : وأنا ابن سلّام ، قال : فأخبرني أبو سوّار (١٠) الغنوي وكان فصيحا قال (١١) :
رأيت ميّ ورأيت معها بنين لها فقلت : فصفها لي ، قال : مسنونة الوجه ، طويلة الخدّين شماء الأنف عليها وسم جمال. فقالت لي : ما تلقّيت بأحد من هؤلاء إلّا في الإبل ، فقلت له : إذ كانت تنشدك ما قال فيها ذو الرمة قال : أي والله تسحّ سحّا ما رأى مثله أحد.
قال : وحدّثنا ابن سلّام قال : كانت ميّ عند ابن عمّ لها يقال له عاصم ففيه يقول ذو الرّمّة (١٢) :
ألا ليت شعري هل يموتنّ عاصم |
|
ولم تشتعبني للمنايا شعوبها |
__________________
(١) الخبر والشعر في الأغاني ١٨ / ٢٥ ـ ٢٦.
(٢) في الشعر والشعراء ص ٣٣٥ مية بنت فلان بن طلبة وفي وفيات الأعيان ٤ / ١١ مية ابنة مقاتل بن طلبة.
(٣) رسمها بالأصل : «ك ـ ـ ه» وفي المختصر : «كنزه» والمثبت عن الأغاني.
(٤) في الأصل هنا : كمرة.
(٥) البيتان في الأغاني ١٨ / ٢٦ والشعر والشعراء ص ٣٣٥ ووفيات الأعيان ٤ / ١٢ وملحق ديوان ذي الرمة ص ٦٧٥ فيما نسب إليه من شعر.
(٦) في ملحق الديوان : «يخلف» وفي المصادر كالأصل.
(٧) كذا بالأصل والأغاني ، وفي ملحق الديوان والشعر والشعراء : أبيض صافيا.
(٨) في الأصل هنا : كمرة.
(٩) تقرأ بالأصل : وانحلهما ، والمثبت عن الأغاني.
(١٠) الأصل : أبو شرار ، والمثبت عن الشعر والشعراء.
(١١) الخبر في الشعر والشعراء ص ٣٣٥.
(١٢) البيتان في ديوانه ص ٦٧.