وبالشمائل من جلّان مقتنص |
|
وذل الثياب خفي الشخص منزرب (١) |
معدّ زرق هدت قضبا مصدرة |
|
ملس البطون حداها الريش والعقب (٢) |
كانت إذا ودقت أمثالهن له |
|
فبعضهن عن الألّاف منشعب |
حتى إذا الوحش في أهضام موردها |
|
تغيبت رابها من خيفة ريب |
فعرضت طلقا أعناقها فرقا |
|
ثم اطباها خرير الماء ينسكب |
فأقبل الحقب والأكباد ناشزة |
|
فوق الشراسيف من أحشائها تجب (٣) |
حتى إذا زلجت عن كل حنجرة |
|
إلى الغليل ولم يقصعنه نغب (٤) |
رمى فأخطأ والأقدار غالبة |
|
فانصعن والويل هجّيراه والحرب (٥) |
يقعن بالسفح مما قد رأين به |
|
وقعا يكاد حصى المعزاء يلتهب |
كأنهن خوافي أجدل قرم |
|
ولّى ليسبقه بالأمعز الخرب (٦) |
أذاك أم غش بالوشي أكرعه |
|
مسفّع الخد غاد ناشط شبب (٧) |
تقيض الرمل حتى هز خلفته |
|
تروح البرد ما في عيشه رتب (٨) |
ربلا وأرطى نفت عنه ذوائبه |
|
كواكب القيظ حتى ماتت الشهب (٩) |
أمسى بوهبين مرتاعا (١٠) لمربعه |
|
من ذي الفوارس يدعو أنفه الريب |
كأنه ونعاج الرمل تتبعه |
|
عشبة ملك بالتاج معتصب (١١) |
حتى إذا جعلته بين أظهرها |
|
من عجمة الرمل أثباج لها حبب |
__________________
(١) جلان : قبيلة من عنزة. وقوله : منزرب أي داخل زربة ، وهو بيت الصائد.
(٢) الزرق : النصال. والقضب : عيدان السهام.
(٣) الشراسيف : أضلاع الصدر التي تشرف على البطن ، وقوله : تجب أي تخفق.
(٤) يقصعنه : يكسرنه.
(٥) انصعن : أي تفرقت ، والويل والحرب هجيراه أي عادته ودأبه.
(٦) الأجدل : الصقر ، والخوافي : ريشتان تحت الجناح ، والقرم أي شديد الشهوة إلى اللحم ، والأمعز : ما غلظ من الأرض ذات الحجارة السود.
(٧) بالأصل : شرب ، والمثبت عن الديوان وقوله : مسفع أي أسود الخد.
(٨) الخلفة : المراد بها نبت في آخر الصيف.
وقوله : رتب : أي ما أشرف على الأرض كالدرج وفيه غلظ وشدة.
(٩) الربل : نبت في آخر الصيف بلا مطر ، والأرطى نبت يشبه الطرفاء.
(١٠) في الديوان : مجتازا.
(١١) البيت ليس في الديوان.