|
من لائح المرء والمرعى له عقب |
|
يظل مختضعا يبدو فتنكره |
|
حالا ويسطع أحيانا فينتسب |
كأنه حبشيّ يبتغي أثرا |
|
أو من معاشر في آذانها الخرب |
هجنّع راح في سوداء مخملة |
|
من القطائف أعلى ثوبه الهدب (١) |
أو مقحم أضعف الأبطان حادجه |
|
بالأمس فاستأخر العدلان والقتب |
أضلّه راعيا كلبيه صدرا |
|
عن مطلب وطلى الأعناق تضطرب |
فأصبح البكر فردا من صواحبه (٢) |
|
يرتاد أحلية أعجازها شذب |
عليه زاد وأهدام وأخفية |
|
قد كان يستلّها (٣) عن ظهره الحقب |
كلّ من المنظر الأعلى له شبه |
|
هذا وهذان قد الجسم والنّقب |
حتى إذا الهيق أمسى شام أفرخه |
|
وهنّ لا مؤيس نأيا ولا كثب (٤) |
يرقد في ظلّ عرّاص ويطرده |
|
حفيف نافجة عثنونها حصب (٥) |
تبري له صلعة خرجاء خاضعة |
|
فالخرق دون بنات البيض منتهب |
كأنها دلو بئر جدّ ماتحها |
|
حتّى إذا ما رآها خانها الكرب |
ويل أمها روحة والريح معصفة |
|
والغيث مرتجز والليل مقترب |
لا يذخران من الإيغال باقية |
|
حتى تكاد تفرّى عنهما الأهب (٦) |
فكلّ ما هبطا في شأو شوطهما |
|
من الأماكن مفعول به العجب |
لا يأمنان سباع الليل أو بردا |
|
إن أظلما دون أطفال لها لجب |
جاءت من البيض زعرا لا لباس لها |
|
إلّا الدّهاس وأمّ برّة وأب (٧) |
كأنّما فلقت عنها ببلقعة |
|
جماجم يبّس أو حنظل خرب |
مما تقيّض عن عوج معطّفة |
|
كأنها شامل أبشارها جرب |
أشداقها كصدوع النّبع في قلل |
|
مثل الدحاريج لم ينبت لها الزّغب (٨) |
__________________
(١) الهجنع : الظليم الواسع الخطاء.
(٢) في الديوان : حلائله.
(٣) الأصل : يجتزها ، والمثبت عن الديوان.
(٤) الهيق : ذكر النعام.
(٥) عراص : غيم كثيف كثير الرعد والبرد.
والنافجة : ريح شديدة تأتي بمطر عظيم.
(٦) الإيغال : شدة العدو ، وتفرى : تنشق.
(٧) الدهاس : الرمل اللين السهل.
(٨) القلل جمع قلة ، وهي رءوس الجبال ، والنبع : شجر.