قالت : ثم لقي أبو الشدائد أبي بعد ذلك ، فسلّم عليه ، فلم يردّ عليه ، فقال له : ما لك يا أبا عبد الله لا تردّ السلام؟ فقال : لم أسمعك ، فمجوا حاج بيت الله فقال أبو الشدائد :
أي وربّ الكعبة المبنية |
|
والله ما هجوت من ذي نيه |
ولا امرئ ذي دعة نقيه |
|
لكنني أرعى على البرية |
من عصبة أغلّوا على الرعية |
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وعبد الله بن أحمد بن عمر ، قالا : أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا ابن رزقوية ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقاق ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدّثنا أبو موسى الهاشمي قال :
ولد لجدي عيسى بن موسى ابنة فاغتمّ عليها ، وامتنع عن الطعام ، فبلغ ذلك بهلولا (١) ، فجاء (٢) إلى الحجاب ، فسألهم الإذن عليه ، فأبوا ، فقال بعضهم لبعض : دعوه لعله أن يكلم الأمير بكلام يسلّيه ، قال : فأذنوا له ، فدخل ، فلما رآه الأمير عيسى بن موسى أطرق قال : فقال له : بلغني أنّك ولد لك ابنة فاغتممت أيّما أخير لك ابنة عاقلة أو ابن مجنون مثلي؟ قال : ابنة عاقلة ، قال : فسلا ، ودعا بالطعام ، ووهب له.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد الفرضي ، حدّثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم ـ إملاء ـ موسى بن يحيى المقرئ ، حدّثنا ابن أبي سعد ، حدّثني محمّد بن عبد الله بن طهمان قال : قال لي أبي :
دخل حبال ومندل على عيسى بن موسى فقال لهما : دعوتكما لخبر مضرب قريب ، ورزق مائتان في الشهر ما بردها على الكبد ، قال : فخرجنا ، وما في الحي يقال أهون علينا منه ، انه لحن.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد ، أنبأنا
__________________
(١) بالأصل وت : «بهؤلاء» والتصويب عن المختصر.
(٢) الأصل : «جاءوا» تصحيف ، والتصويب عن ت والمختصر.