* وقال العلّامة : « روى البخاري ومسلم في صحيحهما : قال عمر للعبّاس وعليّ : فلمّا توفّي رسول الله قال أبو بكر : أنا وليّ رسول الله ، فجئتما أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها .. فقال أبو بكر : قال رسول الله : لا نورّث ما تركنا صدقة.
فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا ؛ والله يعلم أنّه لصادق بارّ راشد تابع للحقّ.
ثمّ توفّي أبو بكر فقلت : أنا وليّ رسول الله ووليّ أبي بكر ؛ فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا ، والله يعلم أنّي لصادق بارّ راشد تابع للحقّ ... ».
قال العلّامة : « ... إنّه وصف اعتقاد عليّ والعبّاس في حقّه وحقّ أبي بكر بأنّهما كاذبان آثمان غادران خائنان .. فإن كان اعتقاده فيهما حقّا وكان قولهما صدقا ، لزم تطرّق الذمّ إلى أبي بكر وعمر ، وأنّهما لا يصلحان للخلافة .. وإن لم يكن كذلك ، لزم أن يكون قد قال عنهما بهتانا وزورا إن كان اعتقاده مخطئا ، وإن كان مصيبا لزم تطرّق الذمّ إلى عليّ والعبّاس حيث اعتقدا في أبي بكر وعمر ما ليس فيهما (١) ... » (٢).
أقول :
هذا ما نقله العلّامة من الصحيحين وعلّق عليه بأمور منها ما ذكرناه.
فقال الفضل : « هذا كلام أدخله هذا الكاذب في الحديث الصحيح من رواية البخاري ... وليس فيه ما قال : ( فرأيتماه كاذبا غادرا خائنا ) حتّى
__________________
(١) صحيح مسلم ٥ / ١٥٢ ، وسيأتي ما في صحيح البخاري.
(٢) نهج الحقّ : ٣٦٤ ـ ٣٦٦ ، وانظر : دلائل الصدق ٣ / ٦٠٠.