عثمان ، قال : جاء نفز من الشيعة إلى علي ، فقالوا : أنت هو. قال : من أنا؟ قالوا : أنت هو. قال : ويلكم ، من أنا؟ قالوا : أنت ربنا. قال : ارجعوا وتوبوا ، فأبوا ، فضرب أعناقهم ، ثم خدّ لهم في الأرض أخدودا ، فقال : يا قنبر إيتني بحزم الحطب ، فأتاه بحزم الحطب ، فأحرقهم بالنار (١) ، ثم قال :
إنّي لما رأيت أمرا منكرا |
|
أوقدت نارا ودعوت قنبرا (٢) |
(٢٨٠) حدثنا أبو العباس ، قال : ثنا إبراهيم بن عيسى ، قال : ثنا مروان (٣) بن محمد ، قال : ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة ـ وكان من أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه سمع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يدعو لمعاوية ، فقال : «اللهمّ اهده
__________________
(١) فأحرقهم بالنّار : مكررة في الأصل.
(٢) ذكر البخاري في «صحيحه» (١٢ / ٢٦٧) مع الفتح ، استتابة المرتدين ، باب حكم المرتد والمرتدة ، حرق على الزنادقة ، وقول ابن عباس فيه أنه قال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «لا تعذّبوا بعذاب الله» ، ولقتلتهم لقول رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «من بدّل دينه فاقتلوه» ، وذكر الحافظ ابن حجر في «الشرح» في الرواية المذكورة هنا ، وقال : هذا سند حسن. وأنشد البيت هكذا :
إني إذا رأيت أمرا منكرا |
|
أوقدت ناري ودعوت قنبرا |
وأخرج أحمد في «مسنده» (١ / ٢١٧) عن عكرمة أن عليا حرّق ناسا ارتدوا عن الإسلام ، فبلغ ذلك ابن عباس ، فذكر الحديث ، وكذا في ص ٢٨٢ ، وكذا ابن الأعرابي في «معجمه» حديث ٦٦ ، وكذا أورده في «الميزان» في ترجمة خارجة بن مصعب ، وكذا في «اللسان» في نفس الترجمة.
(٣) تراجم الرواة :
مروان بن محمد : هو ابن حسان الأسدي الدمشقي الطاطري بمهملتين مفتوحتين ثقة. مات سنة عشر ومائتين. انظر «التقريب» ص ٣٣٣ ، و «التهذيب» (١٠ / ٩٥). وسعيد بن عبد العزيز : هو التنوخي الدمشقي ثقة إمام. سواه أحمد بالأوزاعي ، لكنه اختلط في آخر عمره مات سنة ١٦٧ ه ، المصدرين المذكورين ص ١٢٤ ، و (٤ / ٤٩). وربيعة بن يزيد : هو الدمشقي أبو شعيب الإيادي القصير. تقدم (في ت رقم ٣) ثقة.
وعبد الرحمن بن أبي عميرة : هو المزني ، وقيل : الأزدي مختلف في صحبته سكن حمص. «التقريب» ص ٢٠٧ ، و «التهذيب» ٦ / ٢٤٣.