خلاد بن كثير بن عبد الله بن مسلم كان في النزع ، فوجدوا عند رأسه رقعة فيها مكتوب : هذه براءة من النار لخلاد بن كثير فسألوا عنه ما كان عمله ، فقال أهله وأهل بيته : إنه كان يصلي على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كل جمعة ألف مرة ، يقول : اللهم صلّ على النبيّ الأمي.
حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، قال : سمعت إبراهيم بن عيسى الزاهد يقول : تعلمت هذا الدعاء في المنام : يا جليل ، يا جميل ، يا غوث ، يا غياث ، يا مغيث ، يا سند ، يا من إليه (١) المستند ، يا حبيب التائبين ، يا قرة عين العابدين ، يا منقذ الغرقين ، يا مدرك الهاربين ، أسألك بجلالك وجمالك ، وبحقك على المصطفى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ووعدك إياه أن لا تسيء به في أمته (٢) ، ان تصرف عنه البلاء والعذاب. اللهم اهدنا من عندك ، وافض علينا من فضلك ، وانشر علينا من رحمتك ، وأنزل علينا من بركاتك. اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وأغننا بفضلك عمّن سواك ، واجعلنا ممن يفتقر إليك ، ويستغني بك. اللهم اشفنا بشفائك ، وداونا بدوائك ، وعافنا من بلائك ، وثبتنا برحمتك ، وأيدنا بقوتك ، وتمّم علينا نعمتك ، وهبنا كراماتك. اللهم أغننا بالتقوى ، وزيّنا بالحلم ، وارفعنا بالعلم ، واسترنا بالعافية ؛ عافية كافية. عافية شافية ظاهرة باطنة ، يتبعها عافية تجرّ إلى عافية الدنيا والآخرة. اللهم هب لنا أنفسا مطمئنة تؤمن بلقائك ، وتقنع بعطائك ، وترضى بقضائك ، وتصبر على بلائك. اللهم اجمع على الهدى أمرنا ، واجعل التقوى زادنا ، والجنة مآبنا. اللهم قلوبنا ونواصينا بيدك لم تملّكنا منها شيئا ، فإذا فعلت ذلك بهما ، فاهدهما إلى سواء السبيل ، اللهم أوسع لنا من الدنيا حلالا ، وزهّدنا فيها ، ولا ترغّبنا فيها (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النَّارِ)(٣).
__________________
(١) في أ ـ ه : له بدل إليه.
(٢) في ـ أ ـ ه : أمنه.
(٣) سورة البقرة : آية ٢٠١.