الأنبياء محمد عبده ورسوله الأمين المصطفى ، والنجيب المرتضى ، خاتم الأنبياء ، والنور الساطع ، والمصباح الواقد ، والضياء الأبلج ، والسبيل المنهج ، والدليل على المخرج ، والقائد إلى الحق ، والداعي إلى الله بلسان عربي مبين ، ذاك السيد المسود ، أشد العرب ، وأكرم النسب ، القرشي الهاشمي المكي المدني الشافع والمشفّع الصادق المصدق ، النبي الأمي ، المعروف في التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والقرآن العظيم الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(١) ، حبيب رب العالمين كما وصفه : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٢) ، صلوات الله عليه وعلى آله الطيّبين الأخيار أفضل وأطهر وأزكى صلاة صلاها على أحد من خلقه ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، والملائكة المخصوصين بطاعته.
أمّا بعد : حفظك الله يا أخي حفظ العاملين بطاعته ، الموفين (٣) بعهده ، المقيمين لحدوده ، القائمين بحقه ، الزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة المجتهدين في العبادة ، المقيمين على سنّة نبيّه محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حتى يجعل درجتك في جنات عدن مع الذين وصفهم الله في كتابه المسطور ، وكلامه الشفاء ، والحق المبين ، وهو خير القائلين : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً)(٤) جعلك الله منهم ، فإن تفعل ، فقد عظّمت بها النعمة ، وإلّا فهو الهلاك. قد كنت يا أخي أسمع بذكرك ، وقد مررت بك ثلاث مرات ، فجعلت أستعذر نفسي أن أسائل مثلك مع ما ارتكبت من الذنوب ولا أزداد إلّا شرا ، وقد أخبرنا بعض المشايخ ،
__________________
(١) سورة فصلت آية ٤٢.
(٢) سورة التوبة آية ١٢٨.
(٣) في الأصل : «الموفون» ، والتصحيح من ـ أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.
(٤) سورة النساء آية ٦٩.