استنثر خرجت خطاياه من أنفه ، وإذا غسل وجهه خرج خطاياه من وجهه حتّى من أشفاره (١) ، فإذا غسل يديه خرجت خطاياه من يديه حتّى من تحت أظفاره ، فإذا غسل رجليه خرجت خطاياه من رجليه حتّى من تحت أظفاره ، فإذا مسح برأسه خرجت خطاياه من رأسه حتّى من شعرات رأسه» (٢).
حكى أبو (٣) بكر بن أبي خيثمة ، قال : سمعت عبد الله بن شيبة بصنعاء يقول : سمعت حسين بن حفص الأصبهاني يقول : قال لي سفيان الثوري بمكة : «يا حسين. إذا رجعت إلى أصبهان ، فأكثر من شرب اللبن ، فإنّ لبنكم طيب».
والحسين أوّل رجل نقل إلى أصبهان الفقه والحديث ، وكان عمرو بن
__________________
(١) جاء في مصادر تخريجه : أشفار عينيه.
(٢) تخريج الحديث :
في سنده من لم أعرفه ، ولكنه مرسل ، حيث لم يدرك الصنابحي النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقد أخرجه مالك في «الموطأ» ص ٤٥ ، الطهارة من طريق زيد بن أسلم بإسناده ، ومن هذا الطريق أيضا أخرجه النسائي في «سننه» ١ / ٧٤ ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ١٠٣ ـ الطهارة ـ ولكن عندهم جميعا جاء عبد الله الصنابحي بدل عبد الرحمن ، والصواب هو الثاني كما ذكرت ذلك في بداية الحديث بنحوه مع زيادة في آخره : «ثمّ كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة له».
وكذا الحاكم في «المستدرك» ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠ باب خروج الخطايا بالوضوء ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وليس له علة ، وإنما خرجا بعض هذا المتن من حمران عن عثمان وأبي صالح ، عن أبي هريرة غير تمام ، وعبد الله الصنابحي صحابي ـ قلت مخضرم كما تقدم ـ ويقال : أبو عبد الله الصنابحي ـ قلت : هو الصحيح كما تقدم في التعليق عليه ـ صاحب أبي بكر الصدّيق عبد الرحمن بن عسيلة».
لم يوافقه الذهبي على ما قال ، بل ردّه إجمالا بقوله لا.
والحديث مرسل كما ذكرت ، أمّا خروج الخطايا بالوضوء ثابت من حديث أبي هريرة وغيره ، وانظر «مجمع الزوائد» ١ / ٢٢١ ـ ٢٢٦ حيث أورد عدة روايات في هذا المعنى ، منها ما هي صحيحة ، ومنها ما هي ضعيفة.
(٣) جاء في الأصل : «أبا» ، والتصويب من مقتضى القواعد ومن أ ـ ه.