الهدايا في أثناء الزيارة ، وسئل عن الشيء الذي كان مستعدا لتقديمه. فأجاب يقول «ان العادة إذا كانت كذلك فلا بد لي أن أتقيد بها بطبيعة الحال. دعوني أفكر قليلا ، إن هذه الشبابيك مصنوعة من النحاس في الوقت الحاضر ، نعم إنني مستعد للصرف على استبدالها بالفضة .. فقوبل سخاء اليهودي بالترحيب الكثير ، وربما لم يخسر كثيرا في النهاية على كل حال.
أما الجامع فهو بناية كبيرة جدا تشغل قسما غير يسير منها شرفات ومصليات جانبية ، على أنه يوجد في وسطه تحت القبة مباشرة فسحة يشغلها جناح واسع عال جدا. وهذه الغرفة ، المربعة التي يتراوح طول الضلع الواحد منها بين السبعين والثمانين قدما ، تضاء إضاءة حسنة بشبابيك موجودة في أعلاه ، ومجهزة من أجل الليل بعدد من المصابيح المدلاة من السقف. وقد زين القسم الأسفل من الجدران الجانبية والمكتب ، أو مكان القراءة ، بالآجر القاشاني وفرش فرشا بديعا بالسجاد بحيث يبدو الوضع العام فيه وكأنه غرفة استقبال مريحة وليس محل عبادة عار عن كل شيء كما هي العادة في كثير من الأحيان. والمقول ان هذا الجامع يمكن أن يتسع لثلاثة آلاف شخص في وقت واحد في أثناء الصلاة. ويحاط الجامع بمربع من الأجنحة التي تحتوي على حجر تشبه حجر الخانات ، وهذه يمكن أن يسكن فيها الزوار القادمون من مختلف البلاد ويطعمون من واردات المؤسسة التي يقال إنها كثيرة جدا. وقد فتشت بين الهنود الذين كانوا هنا على أناس من جهات الهند التي أعرفها ، وخاصة من دلهي ، لكنني لم أجد غير رجل واحد فقط كان قد ترك البلاد منذ أيام أو كترلوني.
وقد قادتنا جولة أخرى من جولاتنا في المدينة إلى ارتقاء المنارة القديمة التي ألمع إليها بكنغهام في رحلته ، فشاهدنا من قمتها منظرا عاما لسطوح البيوت في بغداد وبعض الأسواق القريبة منا ، التي كانت مكتظة بالناس. غير أنه لما كان مثل هذا المنظر العام في بلدة شرقية لا يمكن أن يكون طريفا جدا ، عدا في الصباح الباكر أحيانا ، فإننا لم نبق كثيرا فوق القمة. فذهبنا من هناك إلى دار رجل من رجال الدين الفرنسيين ، وهو القسيس العام لجميع الكاثوليك